عرب وعالم / السعودية / عكاظ

طيران والناقلات الخليجية

هذا الأسبوع، تداول الناس إعلاناً جديداً لشركة طيران خليجية قرأه المتابعون على أنه محاكاة لحديث السيد توني دوغلاس الرئيس التنفيذي لطيران ، والذي كان قد أشار في تصريحات سابقة إلى سعي طيران الرياض لتقديم تجربة سفر مختلفة وفاخرة.

الإعلان يُظهر رجلاً أجنبياً يتحدث في مؤتمر صحفي عن وعود مستقبلية لتجربة سفر متميزة، فتعلّق سيدة من الحضور متسائلة: «أليست الشركة الخليجية تفعل ذلك منذ سنوات؟»، وفُهم منه أنه رد ساخر على تصريحات دوغلاس.

الإعلان طبعاً لم يكن الأول من نوعه، فقد سبقه قبل فترة إعلان من الشركة الناقلة ذاتها يروّج لخدماتها في درجتي الأعمال والأولى، ويظهر فيه ركاب يرتدون الشماغ وكان واضحاً حينها أن الإعلان تعقيب مباشر على تصريحات توني التي ذكر فيها أن النسبة العظمى من ركاب درجتي الأعمال والأولى على تلك الشركة هم من السعوديين، مطلقاً عبارته التي أثارت الجدل: «حرام.. حرام.. حرام!».

المعارك الإعلانية ليست ظاهرة جديدة، بل هي نوع شائع ومعروف في عالم التسويق، وقد استخدمته كثير من الشركات العالمية، سواء في مجال السيارات أو الطيران أو غيرها، فشركة مثل بيبسي سعت كثيراً لتقليد أو الرد على إعلانات كوكاكولا، ومرسيدس خاضت مواجهات إبداعية ضد بي إم دبليو، ولدى آبل وسامسونغ، وماكدونالدز وبرجر كنج، تاريخ طويل من المماحكات المتبادلة التي تحولت أحياناً إلى أيقونات دعائية، لكن عندما يحدث هذا النوع من الحملات في قطاع الطيران الخليجي وبصورةٍ غير مسبوقة فإنه يثير نقاشاً أوسع، لأن المنافسة هنا لا يبدو أنها على جودة المقاعد أو تنوع الوجبات، بل هي أيضاً على الهوية والمكانة في سوق إقليمي بات يستقطب الأنظار عالمياً.

من حق كل شركة أن تستخدم الأسلوب الذي تراه مناسباً لتحقيق مكاسبها، سواء من خلال العروض أو الحملات الذكية أو حتى المماحكات التي تثير الأحاديث، فالمسافر في يهمه السعر المناسب، وجودة الخدمة، ومدى مناسبة التجربة لتوقعاته، بغضّ النظر عن هوية الناقل الجوي أو البلد الذي ينتمي إليه، لكن السؤال يبقى مطروحاً: لماذا لم نشهد هذه الحدة أو الحضور في المعارك الإعلانية بين الخطوط مثلاً وبقية الناقلات الخليجية؟ هل يعود ذلك لاختلاف الاستراتيجية أم لأن بعض الشركات ترى أن المنافسة يجب أن تبقى داخل صالات المغادرة لا على شاشات التلفزيون؟

ربما استشعرت الخطوط الخليجية وجود تهديد حقيقي قادم من طيران الرياض، الذي حتى وهو لم يبدأ التشغيل صار يحظى بزخم إعلامي كبير، مدعوم باستراتيجية طموحة تسعى لوضع العاصمة السعودية في قلب خارطة الطيران العالمي، وربما اختار توني دوغلاس هذا الأسلوب عمداً، ليخلق جدلاً ويصنع حضوراً حتى قبل أن تقلع أولى طائراته.

في النهاية، نأمل أن ينعكس هذا التنافس بين الشركات الخليجية إيجاباً، وأن يكون دافعاً لتطوير جودة الخدمات، وتعزيز تجربة المسافر، ورفع كفاءة الصناعة ككل، فدول الخليج لم تعد مجرد محطات ترانزيت، بل أصبحت محاور رئيسية في منظومة الطيران العالمية، تنافس أكبر العواصم وتحتضن أفضل التجارب وتستثمر في التوطين والصناعة والكوادر، لتمنح العالم نموذجاً حديثاً لما يجب أن تكون عليه صناعة الطيران في القرن الحادي والعشرين.

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا