14 مايو 2025, 5:54 صباحاً
في خطوةٍ تعكس تحولاً إستراتيجياً في السياسة الخارجية الأمريكية، وصل الرئيس دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية، أمس، مستهلاً أولى جولاته الخارجية الكبرى في ولايته الثانية، والزيارة، التي انطلقت فعّالياتها بمنتدى استثماري بارز، لم تقتصر على تعزيز الروابط الاقتصادية وسعي واشنطن لضخ استثمارات من المنطقة؛ بل حملت في طياتها إعلانات سياسية مهمة، أبرزها: مد غصن الزيتون لإيران واستعداد للتفاوض، ورفع العقوبات عن سوريا؛ تلبيةً لطلب السعودية. هذه التطورات، التي جرت في العاصمة السعودية، تشير إلى مسعى أمريكي لإعادة ترتيب أولويات واشنطن في الشرق الأوسط، والدفع نحو دبلوماسية اقتصادية نشطة، وهو ما يشير -وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست"-، إلى أن زيارة الرئيس دونالد ترامب للسعودية تمثل تحولاً كبيراً في السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط.
وأعلن الرئيس ترامب، خلال كلمته أمام حشدٍ من القادة والمستثمرين، رؤية جديدة لدور القوة العسكرية الأمريكية، مؤكداً معارضته للتدخلات السابقة في شؤون المنطقة، مع إبقاء الباب مفتوحاً لاستخدام القوة دفاعاً عن مصالح الولايات المتحدة وحلفائها، وأشار إلى أن بعض أقرب حلفاء أمريكا اليوم كانوا خصوماً في الماضي، في دلالة على إمكانية تحوُّل العلاقات.
توجهاتٌ اقتصادية
ومنذ لحظة وصوله واستقبال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، له بحفاوة بالغة، بدا تركيز ترامب منصباً على إبرام اتفاقيات استثمارية كبرى، مستفيداً من وجود وفدٍ رفيع المستوى من عمالقة التكنولوجيا ورجال الأعمال الأمريكيين، والخطاب الذي تخللته أجواءٌ حماسية، لم يخلُ من التطرُّق إلى التحديات الأمنية الإقليمية، مع تأكيد استعداد واشنطن للإسهام في إيجاد حلولٍ لها.
وفيما يتعلق بالملف الإيراني، شدَّدَ ترامب على عدم السماح لطهران بامتلاك سلاحٍ نووي، لكنه أبدى في الوقت ذاته جاهزيةً للتوصل إلى اتفاقٍ بشأن برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات، داعياً القيادة الإيرانية إلى اغتنام الفرصة، كما كان لافتاً إعلانه رفع العقوبات عن سوريا، استجابةً لطلبٍ من ولي العهد السعودي؛ الأمر الذي اعتُبر دعماً مهماً للحكومة السورية الجديدة.
علاقاتٌ متجدّدة
وأشاد الرئيس ترامب بـالإنجازات المذهلة التي حقّقتها دول المنطقة بقياداتها، مشيراً إلى أن الشرق الأوسط الحديث صنعه شعوب المنطقة بأنفسهم، وعلى الرغم من تشكيكه المعهود في جدوى بعض التحالفات، إلا أنه تعهد بعدم التردّد في استخدام القوة الأمريكية لحماية الولايات المتحدة وحلفائها.
وحظيت العلاقة الشخصية بين الرئيس ترامب، وولي العهد السعودي، بإشادة متكرّرة، حيث وصف ترامب، الأمير محمد، بأنه "رجل مذهل "، ويُعد هذا التقارب اللافت، وتصريحات ترامب حول إيران وسوريا، بمنزلة تطورات مهمة في المشهد الإقليمي، قد لا تتوافق تماماً مع مواقف جميع الأطراف، ومنها إسرائيل التي دفعت باتجاه خطٍ متشدّدٍ في كلا الملفين.
استثماراتٌ ضخمة
الزيارة، التي استمرت ليومٍ واحدٍ في الرياض قبل أن ينتقل الرئيس الأمريكي إلى محطات أخرى ضمن جولته التي تشمل قطر والإمارات، شهدت تأكيداً على قوة ومتانة العلاقات السعودية الأمريكية، وأكّد ترامب أن هذا التحالف "أقوى من أي وقتٍ مضى، وسيبقى كذلك"، وقد تجلى الجانب الاقتصادي في حضور رؤساء تنفيذيين لكبريات الشركات العالمية، مثل: أوبر، وأمازون، وبلاك روك، وسبيس إكس، المنتدى الاستثماري.
وأسفرت الزيارة عن التزامات استثمارية وصفها ترامب، بأنها قد تصل إلى 600 مليار دولار، وتحدث عن إمكانية توفير نحو مليونَي فرصة عمل، ومن ضمن هذه الالتزامات، صفقة لتزويد السعودية بمعدات عسكرية بقيمة 142 مليار دولار، بهدف تعزيز القدرات الدفاعية للمملكة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.