12 يوليو 2025, 4:58 مساءً
في سلسلة من المواقف المؤثرة التي تُجسد القيم المتجذّرة في المجتمع السعودي، برز أبناء محافظة رفحاء في مشاهد نادرة من الوفاء والعطاء والتسامح الإنساني، مؤكدين أن هذه الأرض لا تزال تنبض بأهلها الكرماء، الذين يقدمون أجمل الأمثلة في البر، والعفو، وردّ الجميل.
الرخيص يعفو عن 350 ألف ريال بعد توسّل ابنة الغريم
في قرية العجرمية غرب رفحاء، تنازل الشيخ صعفق الرخيص عن مبلغ 350 ألف ريال كانت في ذمة مقيم عربي، تمثل دية متوفى أردني وتكاليف علاج ثلاثة من مرافقيه، بعد ثلاث سنوات من التقاضي وملاحقة قانونية دولية انتهت بحكم شرعي يلزمه بالسداد.
غير أن ظهور ابنة المقيم في مشهد إنساني مؤثر، وقد قطعت آلاف الكيلومترات تستجدي العفو عن والدها، جعل مشاعر الرحمة تتغلب على الغضب، ليعلن "الرخيص" تنازله الكامل عن المبلغ، محتسبًا الأجر والثواب من الله.
طويرش الشمري يتنازل عن 75 ألف ريال لمقيم توفي بالسرطان
في موقف آخر يعكس روح التسامح، تنازل المواطن طويرش بن سفاح الشمري عن مبلغ 75 ألف ريال كان قد استدانها منه مقيم مصري، لكنه توفي لاحقًا بمرض السرطان بعد عودته إلى بلاده للعلاج.
وقال الشمري: "بمجرد سماعي نبأ وفاته، لم أتردد لحظة في إعلان العفو الكامل عنه، وإبلاغ ذويه بإبراء ذمته، طالبًا الأجر من الله"، داعيًا أصحاب المال إلى التسامح مع المعسرين والمتوفين، خاصة في مواسم الخير.
"ذهب رفحاء".. محل في الهند وفاءً لأهل الكرم
في قصة وفاء من نوع مختلف، روى المواطن عناد الشمري موقفًا لأربعة أشقاء من الجنسية الهندية، عملوا تحت كفالة والده لأكثر من ثلاثين عامًا في محافظة رفحاء، وحظوا خلالها باحترام ومحبة المجتمع.
وبعد عودتهم إلى وطنهم، افتتح الأشقاء مشروعًا تجاريًا عبارة عن محل ذهب، وأطلقوا عليه اسم "ذهب رفحاء"، تعبيرًا عن امتنانهم لما وجدوه من حسن معاملة وعشرة كريمة في كنف الشمري وأهالي المحافظة.
معلم يطلب 1000 ريال فيردّه طلابه بـ36 ألفًا
وفي مشهد مؤثر آخر، أرسل المعلم الأردني محمد عاهد أبو لبن – رحمه الله – رسالة إلى أحد طلابه السابقين في رفحاء، يطلب فيها مبلغ 1000 ريال فقط لطباعة كتاب عن اللغة العربية.
لكن الطالب ممدوح محمد الشمري، الذي لم ينسَ فضل معلمه، شارك الرسالة مع زملائه القدامى، ليجمعوا 36 ألف ريال، وسافروا بها إلى الأردن، وسلّموها لمعلمهم شخصيًا، في لحظة خالدة في ذاكرة أهالي المحافظة.
عكست هذه القصص الأربع القيم الأصيلة التي يحملها أبناء رفحاء، وأظهرت أن الكرم لا يقتصر على المال، بل يشمل العفو، والوفاء، ورد الجميل، وهي معانٍ تبقى حاضرة في الذاكرة الإنسانية، وتؤكد أن هذه المحافظة الشمالية لا تزال تُنجب رجالًا يُضرب بهم المثل في الشهامة والمروءة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.