17 يوليو 2025, 3:08 مساءً
يضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة مشددة لإنهاء الحرب في أوكرانيا عبر استهداف مشتري النفط الروسي، خاصة الصين والهند، في خطوة قد تعيد تشكيل خريطة الطاقة العالمية، فخلال 50 يومًا، يهدد ترامب بفرض عقوبات اقتصادية على الدول التي تستمر في شراء النفط من موسكو، بهدف قطع شريان تمويل الحرب الروسية. لكن، هل ستؤدي هذه الاستراتيجية إلى استقرار أم إلى اضطراب أسواق النفط العالمية؟
ضرب المشترين
وتستهدف خطة ترامب دولًا مثل الصين والهند، أكبر مشتري النفط الروسي، اللذين استفادا من الخصومات الكبيرة التي قدمتها موسكو بعد الحظر الغربي على النفط الروسي عام 2022، وروسيا، التي جنت 192 مليار دولار من صادرات النفط العام الماضي وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، تعتمد على هذه الأسواق الآسيوية لتصدير أكثر من 7 ملايين برميل يوميًا، وفرض عقوبات ثانوية، كما أشار مات ويتاكر سفير الولايات المتحدة لدى الناتو، سيضرب الدول المشترية وليس روسيا مباشرة، مما قد يهز اقتصاداتها ويضغط على موسكو لإعادة التفكير في استمرار الحرب، وفقًا لشبكة "سي إن إن" الأميركية.
وإذا نُفذت الخطة، قد تواجه الهند، التي تستورد 36% من نفطها من روسيا، والصين، التي تعتمد على روسيا كمورد رئيسي، تحديات كبيرة لتأمين بدائل، ووفقًا لمويو شو محلل النفط في شركة كبلر، فإن تعويض 3.4 ملايين برميل يوميًا من الصادرات البحرية الروسية أمر شبه مستحيل على المدى القصير، حتى مع الطاقة الاحتياطية لدى أوبك، وهذا الوضع قد يدفع أسعار النفط العالمية للارتفاع بشكل حاد، مما يؤثر على الاقتصادات العالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي يعارض ترامب فيها ارتفاع أسعار الوقود.
تحديات التنفيذ
وتواجه الخطة عقبات عملية وسياسية، فأسواق النفط لم تتفاعل بعد مع تهديدات ترامب بسبب الشكوك حول جدية التنفيذ، والصين، التي رفضت فكرة "الإكراه" لحل الصراع في أوكرانيا، تواصل شراء النفط الروسي، مستفيدة من تجاربها في استيراد النفط الإيراني المعاقب، والهند، بدورها، ترى أن الخضوع للضغط الأمريكي لا يخدم مصالحها الاستراتيجية، كما يوضح أجاي سريفاستافا من مبادرة الأبحاث التجارية العالمية، وتركيا والمجر وسلوفاكيا، وهي مشترون آخرون، تضيف تعقيدًا إلى المعادلة.
وبدلاً من الرسوم الجمركية الشاملة، قد تلجأ إدارة ترامب إلى عقوبات أكثر استهدافًا، مثل تجميد الأصول أو تقييد الوصول إلى التكنولوجيا الأمريكية، وإدارة الرئيس بايدن سبق أن استهدفت شركات نفط روسية وسفنًا تنقل النفط، مما يشير إلى فعالية هذه الأدوات إذا طُبقت بصرامة. لكن، كما يحذر ريتشارد برونز من استشارات الطاقة، فإن الرسوم الثانوية قد تكون "شديدة الإزعاج" لاستخدامها، مما يجعل العقوبات المحددة خيارًا أكثر عملية.
وتهدف خطة ترامب إلى إرسال رسالة قوية إلى روسيا عبر شركائها التجاريين، لكنها قد تبقى رمزية، والصين والهند، بعلاقاتهما الاستراتيجية مع روسيا، قد لا تستجيبان للضغط حتى تتأكدان من جدية ترامب، فهل ستكون هذه الخطوة كافية لتغيير مسار الحرب، أم ستؤدي إلى اضطراب اقتصادي عالمي دون تحقيق الهدف؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.