كتب الأمير نصرى

قال الدكتور جمال عبد الجواد أستاذ العلوم السياسية والمفكر السياسي، إنّ العالم يشهد تغيرا في موازين القوى، ثمة قوى تصعد مثل الصين ودول أسيوية، ومن ثم، فإن المسافة بين الولايات المتحدة والأخرين تقل، بعدما كانت بعيدة عنهم.

وأضاف "عبد الجواد"، في حواره مع الإعلامية الدكتورة منة فاروق، مقدمة برنامج "ستوديو إكسترا"، عبر قناة "إكسترا نيوز": "هناك متغير آخر فيما يتعلق بالنظام العالمي، وهو متغير متعلق بشخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فهو له طريقة في إدارة الأمور وصنع القرار والتعبير عن أفكاره، وهي طريقة غير تقليدية أو معتادة، حيث توصف من قبل البعض بأنها فيها عشوائية أو تقلب أو عدم القدرة على توقع الكيفية التي سيتصرف بها".

وتابع: "وبالتالي، فإن النظام الدولي ما زال يتغير ولن يتوقف عن التغير، والولايات المتحدة الأمريكية تنقلب عن النظام الدولي التي صنعته وتقوده، كما أن شخصية ترامب تتسم بدرجة عالية جدا من الصدامية واللا توقع، وهو ما خلق حالة من حالات الزلزال في النظام الدولي، وكل دول العالم تحاول التكيف مع هذا الوضع الجديد، والتفاعل معه بطريقة تحمي المصالح الوطنية للدول وتحقق أعلى درجة من الاستقرار دون الدخول في صدامات غير ضرورية أو مباشرة".

وقال جمال عبد الجواد، إنّ القانون الدولي - في مرحلة سابقة- كان يوفر المساواة لجميع الدول حتى في ظل الاختلافات في السياسة، إذ كانت الاختلافات تُدار بطريقة فيها احترام لسيادة الدولة ومساواتها ببعضها البعض، ولكن هذا لم يعد قائما.

وأضاف "عبد الجواد"،: "وعندما نصل إلى الشرق الأوسط، يمكننا ربط هذا الكلام بمشهد تابعناه جميعا اليوم، فإسرائيل تتدخل عسكريا وتوجه ضربات للجيش السوري لأسباب تتعلق بعلاقات سورية داخلية، فنحن نتحدث عن الحكومة السورية والدروز، ولكن إسرائيل تنصب نفسها كما لو كانت تحمي الإقليم بغض النظر عن الحدود والسيادة الوطنية ومساواة الدول".

وتابع: "هناك تغير بدأ يحدث في العالم، وهو أن الدول ليست متساوية بالضرورة، وهذا ما ينسحب على إقليمنا في شكل انتهاك لسيادة الدول، مثلما رأيناه اليوم في الحالة السورية، ونراه على مدار فترة طويلة، من خلال التدخل العسكري شبه اليومي لإسرائيل في لبنان، وإسرائيل ما زالت تحتل 5 مواقع داخل لبنان وتفرض أجندتها الأمنية عليها، وكل هذا ترجمة لما يحدث في العالم، وداخل إقليم الشرق الأوسط، ولكن بشكل شديد الخطورة وشديد السوء".