عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

"مهندس عصر مليء بالمخاطر والمفاجآت ".. كيف غيّر "ترامب" العالم ومكانة أميركا فيه؟

تم النشر في: 

16 سبتمبر 2025, 2:30 مساءً

في عالم يتسارع فيه نبض الصراعات الدولية، يقف الرئيس دونالد ترامب كرمز للتحول الجذري، حيث يحول أمريكا من قائدة التحالفات إلى لاعب يتفاوض مع الخصوم كأصدقاء، تخيل رئيسًا يقيم في قلعة وندسور، مقر الملوك البريطانيين لقرون، لكنه يواجه اتهامات بتخاذل أمام موسكو، بينما كان سلفه رونالد ريغان يُحتج عليه لقسوته مع الكرملين، وهذا التناقض ليس مجرد قصة شخصية؛ إنه قصة إعادة رسم خريطة القوى العالمية، حيث تفقد أمريكا مكانتها كحارس للديمقراطية، ومع اقتراب زيارة دولة إلى ، يبرز ترامب كمهندس لعصر جديد، مليء بالمخاطر والمفاجآت.

التراجع عن العقوبات

وقبل مغادرته إلى بريطانيا اليوم (الثلاثاء)، تهرب ترامب من آخر موعد نهائي له لفرض عقوبات صارمة على موسكو، رغم الإحراجات المتكررة من فلاديمير بوتين، وبعد قمة ألاسكا الشهر الماضي، غادر ترامب مقتنعًا بقرب السلام، متوقعًا جائزة نوبل، لكن الهجمات الروسية على مدنيي أوكرانيا كشفت سوء تقديره، ففي 28 أغسطس، أطفأ رجال الإطفاء حريقًا في مبنى سكني بكييف بعد هجوم بطائرات مسيرة وصواريخ روسية، مما يعكس الواقع القاسي الذي تجاهله الرئيس ، وفقًا لشبكة "سي إن إن".

هذا التراجع ليس حدثًا عابرًا؛ إنه جزء من نمط يعيد تعريف دور أمريكا، حيث كان ريغان في 1982 يواجه احتجاجات بريطانية لشدته مع الكرملين، يُتهم ترامب بالتساهل، مما يهدم الإرث الجمهوري المتشدد، وقلل ترامب من تجاوزات الطائرات الروسية المسيرة في مجالات الناتو، مقترحًا أنها "خطأ"، وهو موقف يذهل أي مراقب للحرب الباردة، التي فازت بها أمريكا بفضل سياسات ريغان.

خدعة ذكية

في نهاية الأسبوع، نشر ترامب رسالة على تروث سوشال إلى أعضاء الناتو، معلنًا استعداده لـ"عقوبات كبيرة على روسيا"، لكن بشرط: التوقف عن شراء النفط الروسي الذي يمول الحرب، "أنا مستعد للبدء عندما تكونون مستعدين. فقط قولوا متى؟" كتب، في خدعة ذكية تبدو معقولة للوهلة الأولى، فلماذا تستمر دول الناتو في تمويل عدوها؟ لكن الشروط غير القابلة للتحقيق تُعفي ترامب من المواجهة الحقيقية مع بوتين، الذي نادرًا ما يتعرض لضغط أمريكي حقيقي.

وطالب ترامب أيضًا بانضمام الناتو إلى حربه التجارية مع برسوم جمركية تصل إلى 100%، لكسر "القبضة" الصينية على موسكو، ويتجاهل هذا الطلب طبيعة الناتو كتحالف دفاعي، لا تجاري، ويثير غضب حلفاء مثل الاتحاد الأوروبي وكندا الذين عانوا سابقًا من رسومه، ومثل هذه الخطوات ستكون كارثية اقتصاديًا، لكنها تكشف جوهر رئاسته: "ربط الطوارئ الخارجية بمصالح شخصية".

مخاطر التساهل

ويُظهر منشور ترامب طبقات متعددة من الرئاسة: ربط الأولويات المتضاربة للنفوذ على الحلفاء، عدم التمييز بين الأصدقاء والأعداء، واختزال السياسة الخارجية إلى مالية، "إذا لم تلتزموا، فأنتم تضيعون وقتي وأموال أمريكا"، حذر، مما يهدد التحالف الأكثر نجاحًا في التاريخ، وهذا النهج يغير مكانة أمريكا من قائدة إلى تاجر يتاجر بالأمن العالمي، مما يعزز تقسيم بوتين للغرب.

ومع غياب الضغط الأمريكي، تتصاعد جرأة روسيا: صواريخ تضرب أهدافًا مدنية في أوكرانيا بعيدًا عن الجبهات، ومصنع أمريكي يُدمر، مكاتب أوروبية تتضرر في كييف، وأسقطت بولندا طائرات مسيرة روسية في 10 سبتمبر قرب قرية ووهين، معتبرة الانتهاك اختبارًا للناتو، ثم هرعت طائرات رومانية لاعتراض أخرى، وأعرب مسؤولون أمريكيون مثل روبيو ودوروثي شيا عن القلق، لكن ترامب – الضامن النهائي للدفاع المتبادل – يقوضهم، مرسلًا إشارة لموسكو بالإفلات، وهذا التساهل يخلق سيناريوهات خطيرة: تصعيد في أوروبا الشرقية، دورة من الاستفزازات قد تنفجر إلى حرب، وإذا اعتقد بوتين أن ترامب لن يرد، ثم غير رأيه فجأة، فإن سوء التفاهمات قد تكون أخطر من النوايا المتعمدة، وفي ، هل سيعيد ترامب بناء أمريكا القوية، أم يدفعها إلى هوة الضعف العالمي؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا