الواقع إن الإنسان قد تعلّم بالفعل الكثير من الحيوان، ليس فقط من خلال الملاحظة البسيطة بل من خلال علم كامل يُسمى «الحيوية» أو «المحاكاة الحيوية» (Bionics/Biomimicry)، وهو علم يبحث في تطبيق Designs وطرق الحلول من الطبيعة في التقنية والهندسة لحل مشاكل البشر. والمواد اللاصقة تعلمها الإنسان (من Gecko Feet - أصابع أبو بريص)، الطيران (من الطيور والحشرات)، السونار/الموجات الصوتية (من الدلافين والخفافيش) وتصميم بدلات السباحة لتقليل مقاومة الماء. أخذها الإنسان من محاكاة جلود أسماك القرش التي لها أخاديد دقيقة تقلل من مقاومة الماء (drag). وتم تصميم بدلات السباحة السريعة (Fastskin) التي يرتديها السباحون الأولمبيون على غرار هذا الهيكل، مما ساعد في كسر العديد من الأرقام القياسية.
وقد جاء في المحكم مثال على تعلّم الإنسان من الطير قال تعالى «فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ».
الشاهد أن المجتمعات التي لا تتعلّم من الأخطار والأخطاء والتجارب ومن ما حولها والأحداث والتاريخ، لا شك ستكون معرّضة للهلاك والزوال، كهلاك الهنود الحمر وفناء معظمهم. عندما يتنمّر الآخر فلابد من وقفة وإعادة الحسابات. التأريخ يقول التفريط في القوة تنتهي بالخسارة، فلم يفد المستعصم بالله تركه لأسباب القوة وصرف جيشه إلا قتله والدمار لعاصمة الخلافة العباسية.
وهكذا، فإن الخلاصة الجوهرية التي نصل إليها هي أن قانون البقاء والتقدّم واحدٌ لا يتغيّر: إنه قانون التعلّم. فالمجتمعات التي تتعلّم من أخطائها، وتستلهم من محيطها، وتتحرّى الحقائق بعيداً عن الخرافات والأوهام، هي وحدها القادرة على تجنّب مصير اللامينغز الاستعاري، وبناء مصيرٍ يُحاكي نجاحات اللامينغز الحقيقية في الصمود والهجرة بحثاً عن مستقبل أفضل.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.