عبدالله عبدالرحمن
سأخوض في تفاصيل الملحق الظالم لاحقاً، ولكن أود هنا، في هذا الموضوع-أن أقدم استعراضاً تذكيرياً سريعاً لمشوارنا من بداية تصفيات المونديال إلى يوم الناس هذا.. بدأت القرعة في أجواء مبهجة ومفعمة بالأمل بتحقيق حلم التأهل.. طارت مشاعرنا إلى عنان السماء بعد فوزنا على قطر«بطل آسيا».. ومع مرور المباريات وتسرب النقاط منّا سِراعاً، انخفضت أسهم التأهل، إلى أن جاء فوزنا في مباراتي قيرغزستان وقطر بفوزين مقنعين.. فارتفع منسوب التفاؤل عند الجميع بإمكانية التأهل المباشر نوعاً ما.. دخلنا دورة الخليج بعدها ويحدونا حلمُ نَيْلِ كأسها.. فحصلت انتكاسة، وثار الشارع الرياضي على منظومة المنتخب برمته، وُصبَّ جام الغضب على باولو بينتو، المدرب العالمي الخبير بالتأهل لكأس العالم.
رجعنا عقبها إلى تصفيات كأس العالم.. ولم تفلح المحاولات الأخيرة في التصفيات، وخاصةً مع تعيين كوزمين مدرباً، وقد نال الإجماع المطلق من الجميع، ولم يعيّره يومئذ أحد بعدم توفر خبرة المنتخبات، أدار كوزمين المباراتين في ظل حظوظ لم تكن بأيدينا.. ضاع منا التأهل المباشر.. غَضِبَ مَنْ غَضِب.. هدأت بعد ذلك النفوس، وعاد كل حبيب إلى معشوقه، ناديه المفضل محلياً أو عالمياً، بشغف يشجعه.. انتعشت الجماهير بأداء أنديتنا آسيوياً وخليجياً.. وتجهزت الجماهير للملحق.
أُطْلِقت الحملات وأهمها وسم «حلم_وطن».. ورجع بيرق الأمل ببريقه يرفرف لنا من جديد.. ودخلنا الملحق وكلنا أمل بصعود مشرّف.. جاءت مباراة عمان.. وكانت كلمة الفصل فيها هدفين وصدتين من خالد عيسى، من السماء بدعاء الوالدين والعجائز المحبين، نتج منه فوز رباني متين.. ثم جاءت مباراة قطر.. ولم نكن سيئين، وكِفَّتُنا كانت مُسَاوية لكفة قطر، وكان الصعود منا قاب قوسين.. وكان سيغدو مجداً تليداً، ولكن بأيدينا أضعناه عاجزين.. ظُلمنا حقيقة من الآسيوي مرتين في أمرين.. فلم نتأهل في الملحق.. وبقدرة قادر، اختفى الوسم الجميل(حلم_وطن)!. المحصلة: الذهاب إلى الملحق الخامس.. لنلعب مع العراق مباراتين.هل انتهى الحلم؟.. لا.. هل مازال للمجد بقية؟.. نعم.. المطلوب الآن عدم البكاء على اللبن المسكوب، وننهض وننفض عنا غبار القنوط للوصول للمقصود.. ومراجعة كافة أخطائنا بعمق.. ودراسة العراق بجد في جميع مبارَيَاته.. ولعب مباراة تجريبية، على الأقل، ونسيان ما حصل إلى أن ننتهي.. مرحلة العراق هي الأصعب وليست التي بعدها.. هي ثلاث مباريات.. اثنتان مع العراق وواحدة بعدها، لن تكون أصعب مما قابلنا سلفاً.. ويجب ختاماً أن نكون لجمهورنا ولإعلامنا شاكرين ممتنين وبجهودهم معترفين.. ولأجل المرحلة الأخيرة، بقي أن أردد للاعبي«الأبيض» قولَ الشاعر:
رفقاً بقلبي يا «شباب» فما بَقِي
عندي مِنَ الصبرِ الجميلِ فَتيلُ.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
