تكنولوجيا / اليوم السابع

لماذا لا يهتم جيل Z بـ الأمن السيبرانى؟

في زمن تتحول فيه الحياة اليومية إلى شاشة مضيئة، يصبح الأمن السيبراني خط الدفاع الأول عن هوية الفرد وخصوصيته، لكن المفارقة المدهشة أن الجيل الأكثر اتصالًا بالإنترنت جيل Z يبدو الأقل اكتراثًا بحمايته الرقمية، فبينما يعيش هذا الجيل على السوشيال ميديا ويتنقل بثقة بين التطبيقات والمنصات، يكشف الواقع عن ضعف وعيه بمخاطر تسريب البيانات، والهجمات الإلكترونية، والابتزاز الرقمي.

 

تقرير صادر عن Pew Research Center وIBM Security أشار إلى أن معظم الشباب في الفئة العمرية بين 18 و25 عامًا لا يستخدمون أدوات الحماية الأساسية مثل كلمات المرور المعقدة أو التحقق الثنائي، معتبرين أن "الاختراق شيء بيحصل للآخرين فقط".

 

ففي عام 2020، قارن ديب وشافر وكولسون مواقف وسلوكيات جيل Z (مواليد 1997-2012) وجيل الألفية (مواليد 1981-1996) المتعلقة بالأمن السيبراني في استطلاع شمل 688 طالبًا من جامعتين أمريكيتين.

 

بالمقارنة مع جيل Z، كان لدى جيل الألفية سلوكيات أمن سيبراني أفضل بكثير، وسلوكيات أمن معلومات أفضل ساعدتهم في الحفاظ على خصوصية معلوماتهم الشخصية - مراجعة سياسات الخصوصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديث مكافحة الفيروسات، ومراقبة سلوكيات/استجابات الكمبيوتر غير العادية، والتصرف بناءً على تنبيهات البرامج الضارة.

 

وخلصوا إلى أن تجارب جيل الألفية الحياتية ساعدت في تقليص الفجوة الرقمية - الفجوة بين الأجيال المختلفة في وصولهم إلى التكنولوجيا وميلهم لاستخدامها.

 

وعلى الرغم من أنهم قدموا رؤى قيّمة حول سلوكيات الأمن السيبراني لدى الجيل الرقمي، إلا أن نتائجهم كانت محدودة بسبب تحيز العينة (أي أنها اقتصرت على الجيل الرقمي فقط)، وتناول تقرير "Oh, Behave! The Annual Cybersecurity Attitudes and Behaviors Report 2022" مواقف وسلوكيات الأمن السيبراني لدى جميع الفئات العمرية، حيث شارك في الدراسة 3000 شخص من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وكندا، بمن فيهم جيل زد، وجيل الألفية، وجيل إكس، وجيل طفرة المواليد، والجيل الصامت.

 

نتائج مثيرة للاهتمام

 

في حين أن 47% من جيل زد وجدوا سهولة في الحفاظ على الأمان على الإنترنت، إلا أنهم أفادوا أيضًا بمعدلات أعلى للوقوع ضحية للجرائم الإلكترونية مقارنةً بالأجيال الأكبر سنًا.

 

سجّل جيل زد أعلى معدلات للوقوع ضحية للتصيد الاحتيالي والتنمر الإلكتروني، وثاني أعلى معدلات لسرقة الهوية والاحتيال العاطفي، مع احتلال جيل الألفية المركز الأول.


هذا يتناقض مع فرضية "المنحنى U" بين العمر والأمن السيبراني، حيث تشير فرضية "المنحنى U" هذه إلى أن الأشخاص في منتصف العمر (جيل طفرة المواليد) أضعف في مجال الأمن السيبراني من أولئك الذين يقعون في أي من جانبي الفئة العمرية.

 

لذا، ربما لا ينبغي علينا الانتباه للأجيال الأكبر سنًا، فوفقًا للنتائج، فإن الجيل الأصغر سنًا هو الأكثر ميلًا لإرسال الأموال إلى اي شخص مجهول، ومن المثير للدهشة أن الجيل Z صنّف الأمن السيبراني كأولوية منخفضة مقارنةً بالمهام الأخرى.

 

السبب وراء ذلك

 

رغم أن جيل Z يُعدّ الأكثر التصاقًا بالتكنولوجيا، فإنه يبدو الأقل التزامًا بقواعد الأمن السيبراني، بحسب عدد من الدراسات الدولية، تقرير صادر عن GWI في سبتمبر 2025 كشف أن نحو 30% فقط من أفراد هذا الجيل يغيّرون كلمات المرور بانتظام، مقارنة بـ42% من جيل "البيبي بومرز"، في حين أن 43% فقط يقومون بتحديث أجهزتهم وبرامجهم بشكل دوري، وهذه الأرقام تعكس ما يسميه الخبراء "الثقة الزائدة"، إذ يرى كثير من شباب الجيل أنهم متمكنون من التكنولوجيا بما يكفي لتجنب المخاطر، دون الحاجة إلى اتباع قواعد الحماية التقليدية.

 

ويشير تقرير Kaspersky إلى أن طبيعة الحياة الرقمية لجيل Z تساهم في زيادة ضعفهم الأمني؛ فمعظمهم يستخدم نفس الأجهزة في العمل والترفيه والدراسة، فيما يُعرف بظاهرة الـ"poly-working"، وهو ما يوسّع نطاق التعرض للهجمات الإلكترونية، كما رصد التقرير أكثر من 19 مليون محاولة اختراق استهدفت هذه الفئة بين أبريل 2024 ومارس 2025، عبر ترفيهية وألعاب وبرامج مزيفة تم الترويج لها على أنها آمنة.

 

من ناحية أخرى، توضح دراسة CybSafe بعنوان Annual Cybersecurity Attitudes & Behaviors Report 2024-25 أن جيل Z هو الأكثر شعورًا بأن الأمن الرقمي "أمر معقد ومربك"، إذ زادت نسبة من يرون أن الحفاظ على الأمان عبر الإنترنت مهمة "صعبة أو مرهقة" بنسبة 12% عن العام السابق، وتشير الدراسة إلى أن هذا الشعور يدفع كثيرين إلى تجاهل خطوات الحماية البسيطة مثل تفعيل المصادقة الثنائية أو استخدام كلمات مرور فريدة، بدعوى أن العملية معقدة أو تستغرق وقتًا لا يرغبون في قضائه.

 

كما تؤكد البيانات أن هذا الجيل يميل إلى تفضيل الإشباع الفوري على حساب الطويلة المدى، فبحسب GWI، فإن 35% فقط من جيل Z يتجنبون الاتصال بشبكات Wi-Fi العامة غير الآمنة، مقابل 48% من الأجيال الأكبر سنًا، وهو ما يعبّر عن ميل واضح نحو الراحة والسرعة بدلاً من التفكير في العواقب الأمنية المحتملة، ويُرجع الخبراء ذلك إلى أن الخطر الرقمي بالنسبة لهم لا يبدو ملموسًا أو مباشرًا مثل التهديدات الواقعية، لذلك يتعاملون معه بقدر من اللامبالاة.

 

ووفقًا لتقارير Kaspersky وSecureWorld، فإن جيل Z أصبح هدفًا رئيسيًا للهجمات الإلكترونية الموجهة، نظرًا لطبيعة استخدامهم للتقنيات الحديثة، من تطبيقات التواصل الاجتماعي إلى منصات البث والألعاب الإلكترونية، فقد تبين أن المهاجمين يصممون حملاتهم خصيصًا لاستغلال نقاط الضعف في أنماط استخدام هذا الجيل، مثل الاعتماد على الأجهزة المحمولة واستخدام الروابط المجهولة.

 

فى ضوء هذه النتائج، يرى الباحثون أن المشكلة لا تكمن في جهل جيل Z بالتكنولوجيا، بل في الفجوة بين معرفتهم النظرية وسلوكهم العملي، فهم يمتلكون الوعي الرقمي، لكنهم يفتقرون إلى الإحساس بالخطر، وبينما يعيشون في عالم يتطلب يقظة دائمة، يبدو أن الاطمئنان الزائف إلى قدراته

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا