في لحظة فارقة يشهد فيها العالم تحولات اقتصادية وتقنية متسارعة، انطلقت اليوم في العاصمة السعودية الرياض، فعاليات النسخة التاسعة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار (FII 9)، تحت شعار (مفتاح الازدهار)، لتؤكد المملكة مجددًا دورها المحوري في قيادة الحوار العالمي حول مستقبل الاقتصاد والابتكار.
ويمثل المؤتمر هذا العام أكثر من مجرد ملتقى للنقاشات الاستثمارية؛ فهو منصة عالمية لإعادة صياغة مفهوم الازدهار في عصر الذكاء الاصطناعي، والطفرات التقنية، وتغيرات المشهد الجيوسياسي. ومن خلال أكثر من 250 جلسة تجمع قادة الحكومات، ورؤساء الصناديق الاستثمارية، والمبتكرين العالميين، تسعى المبادرة إلى الإجابة عن سؤال جوهري: كيف يمكن للإنسانية أن توائم بين النمو الاقتصادي والاستدامة في عالم يتغير كل يوم؟
مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار يُحوّل التحديات التقنية إلى فرص:
تستمر فعاليات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار حتى يوم 30 من أكتوبر 2025، ويُعدّ هذا المؤتمر أكبر تجمع من نوعه في المنطقة، إذ يؤكد مكانة الرياض كمركز عالمي لصياغة إستراتيجيات الاستثمار في المستقبل.
وانطلق المؤتمر اليوم بجلسات مغلقة ركزت على مفاهيم التكنولوجيا العميقة والاستدامة، بما يشمل: إسهامات الابتكار في المحاسبة الكربونية، والبنية التحتية للعملات المشفرة، والحوسبة الكمّية، مما يحدد بوضوح أن المؤتمر ليس مجرد منصة اقتصادية تقليدية، بل مختبر عملي لمعالجة أكثر القضايا العالمية تعقيدًا في التقنية والتمويل.
محاور اليوم والمستقبل.. الجدل الاقتصادي والتحول التقني:
يستقطب المؤتمر أكثر من 8000 مشارك و650 متحدثًا بارزًا بما يشمل: قادة الحكومات، ورؤساء الصناديق الاستثمارية، وكبار المسؤولين التنفيذيين من قطاعات التكنولوجيا، والطاقة، والرياضة، والرعاية الصحية.
وتتمحور المناقشات في الأيام القادمة حول التحديات التي تعيق التقدم العالمي، والمعروفة بـ (تناقضات الابتكار)، إذ يناقش المؤتمر كيفية تحويل التحديات إلى فرص، وكيف يمكن للتقنيات الناشئة – وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمّية، والتقنيات المالية المتقدمة – أن تعيد صياغة النظام الاقتصادي العالمي.
وتتناول جلسات المؤتمر على مدى ثلاثة أيام محاور رئيسية تشمل:
1- التناقض بين التقنية والمجتمع:
- تأثير الذكاء الاصطناعي والروبوتات: ستكون تداعيات الذكاء الاصطناعي على الإنتاجية وتكوين الثروة محورًا رئيسيًا مع التركيز على تحدي تزايد عدم المساواة الذي تصنعه هذه الثورات التقنية.
- التحولات الديموغرافية: يناقش القادة كيف تُعيد هذه التحولات تشكيل القوى العاملة المستقبلية، وكيف يمكن الاستثمار في القيادة لمواجهة متطلبات المستقبل؟
2- تحديات الموارد والاستدامة الجيواقتصادية:
- ندرة الموارد: تتناول الجلسات الآثار الجيواقتصادية لندرة الموارد، وكيف يمكن تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي المتسارع والاستدامة البيئية، وهي معادلة حاسمة في ظل التوترات العالمية.
- التقنية والسياسات: يبحث المؤتمر كيف تدفع التطورات في التقنية والسياسات عجلة النمو، وكيف تفتح طفرات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة فرصًا جديدة، وفي الوقت ذاته، قد تؤدي التوترات الجيوسياسية إلى تفاوت في الموارد.
ائتلاف عالمي.. دعم غير مسبوق في قلب الرياض:
يحظى المؤتمر هذا العام بدعم قوي من شركاء محليين ودوليين يجسدون طموح المبادرة في بناء اقتصاد عالمي مترابط ومستدام، وتشمل قائمة الشركاء:
- الشريك المؤسس: صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)، الذي يمثل القوة الدافعة للاستثمار المستقبلي.
- شركاء الرؤية: وزارة الاستثمار وأرامكو السعودية.
- شركاء إستراتيجيون: يضم الائتلاف أكثر من 60 مؤسسة بارزة عالميًا ومحليًا، من بينها عمالقة الخدمات المالية مثل باركليز، وبروكفيلد، والمجموعة المالية هيرميس، وغوغنهايم للاستثمارات، وميتسوبيشي يو إف جي (MUFG)، وسوميتومو ميتسوي (SMBC). كما يشمل شركات سعودية رائدة مثل: سابك، وأكوا باور، وطيران الرياض، والبحر الأحمر الدولية، وروشن.
وأكد ريتشارد أتياس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، أن “شركائنا هم المحور الأساسي لتحويل الرؤية إلى عمل، والعمل إلى تأثير ملموس يقود النمو المستدام والابتكار المسؤول”.
المعرفة والابتكار في قلب الحدث:
لا يقتصر المؤتمر على الجلسات والحوارات الرفيعة المستوى فحسب، بل يطلق هذا العام برنامج (Ventures)، المخصص لدعم الشركات الناشئة ذات الأثر الاستثماري وربطها بالمستثمرين العالميين، مما يعزز بيئة الابتكار وريادة الأعمال.
كما تُسهم شراكات المعرفة مع مؤسسات عالمية مثل: أكسنتشر، وماكنزي، وأوليفر ويمان، ومركز كولومبيا للمناخ في بناء قاعدة فكرية تدعم أبحاث مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار (FII) على مدار العام، وتغذي النقاشات بأحدث البيانات والرؤى الاقتصادية والتقنية.
نحو عقد جديد.. 8 نسخ صنعت علامة عالمية:
منذ انطلاقها عام 2017، رسخت مبادرة مستقبل الاستثمار مكانتها كمنصة عالمية بارزة في رسم مستقبل الاقتصاد الجديد. ويرتكز هذا الإرث على ثلاثة أعمدة رئيسية:
- حصاد المليارات والصفقات (الحصيلة التاريخية): استقطبت النسخ الثماني الماضية آلاف القادة وصناع القرار من أكثر من 90 دولة، وشهدت توقيع مليارات الدولارات من الاتفاقيات التي غطت قطاعات حيوية، ابتداءً من الطاقة ووصولًا إلى التكنولوجيا والبنية التحتية.
- مركز للحوار: تحولت المبادرة إلى منبر دولي للحوار حول قضايا محورية مثل: التحول في الطاقة وصعود الذكاء الاصطناعي ودور الابتكار في الصحة والسياحة والاقتصاد الأخضر.
- جسر عالمي: عزّزت المبادرة مكانتها كجسر يربط بين الشرق والغرب، وبين رؤوس الأموال والأفكار، لتصبح اليوم علامة عالمية راسخة في الأجندة الاقتصادية الدولية.
ومع انطلاق النسخة التاسعة، تؤكد المملكة العربية السعودية مجددًا مكانتها كمركز رئيسي للحوار الاقتصادي العالمي، محولة المؤتمر إلى مختبر عملي لإطلاق الصفقات النوعية، وصياغة السياسات الرائدة، وتوجيه الابتكار نحو بناء مستقبل أكثر شمولًا واستدامة.
الرياض مركز عالمي لإستراتيجيات الاستثمار المستقبلي:
يؤكد مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار دوره بوصفه بوصلة ترسم أجندة الاستثمار العالمي، فمن خلال جلساته المكثفة التي تصل إلى 250 جلسة حوارية، يهدف المؤتمر إلى جمع القياديين والمبتكرين لتحويل الرؤى إلى إستراتيجيات عملية قابلة للتنفيذ في مجالات التكنولوجيا، والطاقة، والتمويل، والمناخ.
ومن ثم؛ يعزز انطلاق فعاليات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، اليوم مكانة الرياض مركزًا عالميًا رائدًا لمعالجة المفارقات التي تواجه البشرية والاقتصاد العالمي، ويؤكد التزام المملكة بقيادة الحوار حول النمو المستدام والتقدم الإنساني في عالم متسارع الخطى يقوده الابتكار.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البوابة العربية للأخبار التقنية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البوابة العربية للأخبار التقنية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
