الوضع الحالي لسوق ألعاب الأجهزة المنزليّة ممتع للغاية للملاحظة، وحتى بالعودة إلى الثمانينيات والتسعينيات، كان السوق يهيمن عليه في الغالب شركتان أو ثلاث شركات كبيرة من حيث عتاد الأجهزة، وبعيدًا عن كون Nintendo هي الثابتة الوحيدة منذ إصدار NES في عام 1983، فقد شهدنا دخول وخروج لاعبين كبار، وتشير الأحداث الأخيرة إلى أن Microsoft — الشركة التي كانت تتمتع بموقع مهيمن في الصناعة خلال أواخر العقد الأول من الألفية الثانية — قد تواجه أيضًا تراجعًا كبيرًا في قسم Xbox الخاص بها.

ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الأخطاء الكبرى التي ارتكبها قياديو الشركة، والرسائل المختلطة حول بعض إصدارات أجهزتها، والفشل في تقديم سبب حقيقي لاختيار Xbox هذه الأيام بدل أي جهاز آخر، وللفهم الأفضل للأحداث الأخيرة التي ربما أدت إلى هذا الوضع، يجدر بنا العودة إلى البداية، للنظر في سبب قرار Microsoft دخول سوق الألعاب، والمسار الذي اتخذته الشركة منذ ذلك الحين.

الفصل الأول — الظهور: الجرأة على دخول السوق

بحلول منتصف التسعينيات، بينما كانت Nintendo و Sega موجودتين منذ فترة، كان مشهد الأجهزة المنزلية على وشك أن يشهد تغيرًا كبيرًا بفضل دخول Sony إلى السوق مع PlayStation، ومن خلال سلسلة غريبة من الظروف — قصة بحد ذاتها — فشل اتفاق بين Sony و Nintendo، مما أدى إلى إلغاء الخطط الأصلية لشركة Sony لإصدار إضافة CD ROM لجهاز SNES، وبدلًا من ذلك اختارت Sony استخدام التكنولوجيا التي طورتها لهذا المشروع لإطلاق جهازها الخاص.

منذ إطلاقه في 1995، أصبح PlayStation نجاحًا كبيرًا، حيث أتاحت قدرات CD ROM جلب عصر جديد تمامًا من الألعاب التي وفرت أخيرًا مساحة تخزين كافية لسرد قصص لم تكن متوفرة في كروت Sega Saturn أو Nintendo 64، كما أن الجهاز كان سعره رائعًا حقًا، مما أفسد فرص Sega مع Saturn الذي كان يُطلق في نفس الفترة تقريبًا، وفي هذه المرحلة شهدنا تقدمًا كبيرًا في ألعاب الأجهزة المنزلية، خصوصًا في مجال السرد القصصي، مع ألعاب مثل Metal Gear Solid و Final Fantasy 7 التي كانت العلامة البارزة لهذا التغيير.

وبينما كانت جميع الشركات الثلاث في ذلك الوقت منشغلة بالبحث والتطوير لأجهزتها المنزلية القادمة التي ستصدر مع بداية الألفية الجديدة، دخلت Microsoft السباق في محاولة للاستفادة من خبرتها في ألعاب الحاسب الشخصي لمحاولة السيطرة على سوق الأجهزة المنزلية، وقد يكون من السهل نسيان أنه في وقت ما، كانت Microsoft قوة عظمى في مجال ألعاب الحاسب.

كان للشركة دور في تطوير ونشر عدة ألعاب رئيسية على الحاسب، سواء الألعاب المعقدة في أواخر التسعينيات أو سلسلة Microsoft Flight Simulator، وهذا إلى جانب خبرتها في تطوير واجهات برمجة الرسوميات منخفضة المستوى — المعروفة باسم DirectX — ساعدها في جهودها الأولى لتطوير الأجهزة المنزلية، وفي ذلك الوقت كانت الجهود متركزة على جهاز ألعاب يُشار إليه داخليًا باسم DirectX Box الذي كان سيستفيد من خبرة Microsoft.

وبينما كانت Microsoft تستعد لظهورها في سوق الأجهزة المنزلية مع Xbox مع عدة ميزات قوية، بما في ذلك اللعب الجماعي عبر الإنترنت بسهولة من خلال Xbox Live، بالإضافة إلى أوقات تحميل أسرع بفضل القرص الصلب المدمج، كان سوق الأجهزة يشهد بعض أفضل سنواته، ومع أن Sega خرجت من السوق بسبب الفشل التجاري لـ Dreamcast، وكانت Nintendo تحاول البقاء ذات صلة من خلال GameCube، كانت Sony تحقق نجاحًا ساحقًا مع PS2، بفضل ألعابها التي نالت استحسان النقاد، إضافة إلى كون الجهاز يعمل أيضًا كجهاز DVD رخيص — وهو أمر مهم في ذلك الوقت.

في النهاية، صدر Xbox الأصلي، وكان التسويق جنونيًا بحق — حتى أن Dwayne “The Rock” Johnson شارك في أحد عروض المسرح خلال ذروة شعبيته كمصارع محترف في WWE، ومع ذلك، حصلنا أيضًا على أول لمحة عن ما سيصبح لاحقًا أحد سلاسل الألعاب الأساسية التي ستشكل الأساس الذي بُنيت عليه علامة Xbox — وهي Halo، كما أن Microsoft قامت بعمل رائع في جذب المطورين الغربيين، خصوصًا من مجال ألعاب الحاسب، بفضل التشابه بين أدوات تطوير الجهاز وواجهات DirectX التي كانوا على دراية بها أثناء العمل على Windows.

ومن الجدير بالذكر أنه رغم أن Xbox الأصلي كان يملك العديد من المزايا، إلا أنه لم يكن الاختراق الكبير في هيمنة PS2 الذي كانت Microsoft تسعى إليه، وعندما هدأت الأوضاع، انتهى المطاف ببيع حوالي 21 مليون وحدة من الجهاز، وهو رقم كبير، لكنه لا يقارن بنجاح PS2 الهائل، ومع ذلك، فقد وضعت Microsoft قدمها في سوق الأجهزة المنزلية، وكانت الشركة مصممة على ألا تُغلق الأبواب في وجهها.