دأبت بعض الأسر المصرية على إغفال أهمية وجبة الإفطار لطلاب المدارس، سواء لعدم الوعي بأهميتها أو نظراً لصد ضغط الوقت واستعجال الأم في الذهاب إلى العمل، ومن ثم لا تهتم بتقديم وجبة الإفطار إلى أطفالها، وهو ما يحرم الأطفال من عناصر غذائية يحتاج إليها الجسم، ما يؤثر في تركيزهم الدراسي، نظراً لفقدان الطاقة الصباحية، بل ربما يتسبب ذلك في إصابة الطفل بالأنيميا، التي تؤثر بقوة سلبا في صحته.

وتشدد د. ضحى عبده، بقسم التغذية معهد الصناعات الغذائية والتغذية بالمركز القومي للبحوث بمصر، على أهمية وجبة الإفطار، مؤكدة أنها الوقود الذي يمد الإنسان، وخصوصاً الأطفال، بالوقود والطاقة خلال اليوم كله، ولذا فهي مهمة جداً، ويجب عدم إهمالها.

وتحذر من اعتياد كثيرين إهمال هذه الوجبة، وتناولها في أوقات متأخرة، وكأنها سقطت من الأذهان، وصارت بديلاً لوجبة الغداء.

وتقول: من المؤسف أن عادة إغفال تناول وجبة الإفطار،عادة سيئة انتقلت من بعض الكبار إلى أطفال المدارس، فأصبحوا يذهبون إلى مدارسهم من دون إفطار، وهو ما يلحق الضرر بهم على وجه الخصوص.

وتشدد د. ضحى عبده على ضرورة التعامل بالجدية والالتزام مع وجبة الإفطار كوجبة أساسية متكاملة لابد منها يومياً، ولو بتناول كمية بسيطة من الطعام، مع مراعاة أن تحتوي على كل العناصر الغذائية من النشويات والبروتينات والدهون.

وتحذر من أن ذهاب الأطفال إلى المدرسة دون إفطار يصيبهم بالإجهاد والتعب، ما يؤثر في تحصيلهم الدراسي.

وتؤكد د. ضحى عبده وجود رابط قوي بين انتشار حالات الأنيميا وسط الأطفال وعدم تناول وجبة الإفطار.

وتقول إن وجبة الإفطار يمكن أن تكون سريعة ومتكاملة في تناول كوب زبادي مع قطع من الخضراوات أو الفاكهة، أو كوب بليلة. وتكون أكثر من رائعة إذا أضيف إليها بعض الزبيب أو بعض حبيبات الفول السوداني، لأنها بذلك تزود الطفل بالطاقة طوال اليوم الدراسي.

وتشير أيضاً إلى إمكانية تحقيق وجبة إفطار بسيطة ومتكاملة من خلال تناول قطعة جبن مع ملعقة زيت زيتون ونصف رغيف، مع قطعة خيار أو طماطم أو أي خضار آخر، مع كوب شاي بالحليب أو كوب من الحليب الخالص، وبالتالي يحصل الطفل على وجبة إفطار صحية وكاملة وبسيطة.