كتب محمود راغب
الخميس، 11 سبتمبر 2025 01:04 متشهد سماء مكة المكرمة فجر يوم غد الجمعة 12 سبتمبر 2025 ظاهرة تعامد القمر الأحدب المتناقص على الكعبة المشرفة، هذه الظاهرة ليست مجرد مشهد بصري رائع بل تحمل دلالات فلكية دقيقة يمكن دراستها وتحليلها علمياً.
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أن القمر سيبلغ ميله خط عرض مكة ومتوسطاً خط زوالها الساعة 03:50 صباحاً بالتوقيت المحلي أي قبل أذان الفجر في المسجد الحرام بـ 61 دقيقة وسيكون ارتفاعه عن أفق مكة 89.5 درجة وقرصه بنسبة 76% بينما تفصل بينه وبين الشمس زاوية استطالة مقدارها 121 درجة ويبعد عن الأرض 366,110 كيلومتر.
وفي الوقت نفسه يمكن رؤية كوكبين في السماء: المشتري باتجاه الشرق وزحل باتجاه الغرب إلى جانب العديد من النجوم الساطعة.
بالنسبة للزوار والمصلين تعتبر هذه الظاهرة فرصة فريدة لمشاهدة القمر في مشهد نادر وجميل. أما بالنسبة للفلكيين فهي اختبار عملي للنماذج الفلكية الدقيقة حيث يمكن مقارنة التوقعات الرياضية بالرصد الفعلي وتحليل الزوايا والارتفاعات ومدى دقة الحسابات.
تعد ظاهرة التعامد إحدى الطرق العلمية لتأكيد دقة الحسابات لحركة الأجرام السماوية بما فيها القمر ما يجعل تحديد موقعه دقيقاً جدًا. كما يمكن الاستفادة من هذه الظاهرة في تحديد اتجاه القبلة بطريقة بسيطة من عدة مناطق حول العالم.
فالموقع الظاهري للقمر بالنسبة للقاطنين في الأماكن البعيدة عن المسجد الحرام وقت التعامد يشير إلى اتجاه القبلة. علماً أن أغلب مواعيد تعامد القمر أو غيره من الأجرام نادراً ما يكون الميل مطابقاً تماماًً لعرض الكعبة فقد يكون بفارق ربع درجة أو نصف درجة. لذلك لا يعتمد على التعامد لتحديد القبلة في المدن القريبة من مكة مثل جدة وعسفان والطائف بينما يمكن للمدن البعيدة عن مكة استخدام هذا التحديد بدقة جيدة.
لذا فإن القاطنين في المواقع الجغرافية البعيدة في منطقة الخليج العربي والدول العربية والمناطق التي يظهر فيها القمر فوق الأفق وقت التعامد يمكنهم معرفة اتجاه مكة بدقة تقارب دقة التطبيقات الذكية وللحصول على نتائج أكثر دقة يستخدم المختصون أجهزة قياس فلكية متقدمة لإجراء القياسات.
بالإضافة لذلك تعد هذه الظاهرة أحد الأدلة العملية على كروية الأرض إذ يحدث تعامد القمر على الكعبة المشرفة فقط عند خط الطول والعرض المحدد لمكة ولو كانت الأرض مسطحة لكان بالإمكان رؤية التعامد نفسه من مسافات بعيدة في اتجاهات مختلفة بينما الأرصاد العملية تظهر أن التعامد يحدث بدقة عالية في موقع واحد فقط وهذا دليل على انحناء سطح الأرض حيث تختلف الزوايا بحسب الموقع.
يختلف ارتفاع القمر على الأرض الكروية عن الأفق عند التحرك شمالاً أو جنوباً و شرقاً أو غرباً فعند مكة يظهر التعامد بشكل كامل بينما في جدة أو الرياض لن يكون التعامد تاماً وهو دليل واضح على انحناء سطح الأرض.
العلماء يستطيعون حساب وقت التعامد وزاويته بدقة باستخدام نموذج الأرض الكروية وتطابق النتائج المرصودة مع التوقعات الرياضية يعزز كروية الأرض.
جدير بالذكر أن ميل القمر أثناء حركته الشهرية حول الأرض يتغير ضمن ±5 درجات عن دائرة البروج لذلك يحدث تعامد القمر على الكعبة في أوقات معينة فقط ويمكن تحديده بدقة تصل إلى ±0.5 درجة رغم ندرة حدوثه مقارنة بدورات القمر السنوية حول الأرض.
تعامد القمر على الكعبة المشرفة هو حدث فلكي يجمع بين الدقة العلمية والجمال البصري ويعكس التناغم بين حركة الأجرام السماوية والمواقع الأرضية. مثل هذه الظواهر تمنح العلماء والمهتمين بعلم الفلك فرصة لاستكشاف العلاقة بين الفضاء والأرض من منظور عملي ورصدي كما تمنح الزوار تجربة فريدة للتأمل في جمال الكون وعجائبه.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.