لم يُدرس إدمان الإباحية بالقدر الكافي ليُدرج في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، أو ليُعترف به رسميًا بوصفه اضطرابًا نفسي من قبل الجمعية الأمريكية لعلم النفس. ولهذا، لا توجد بروتوكولات علاجية موحدة مخصصة له.
مع ذلك، نظرًا إلى تشابه إدمان الإباحية في بعض خصائصه مع تعاطي المواد والإدمان السلوكي، فإن طرق المساعدة المتاحة تسير غالبًا ضمن بروتوكولات علاج الإدمان التقليدية، مثل العلاج النفسي، والأدوية، وتعديل نمط الحياة، والانضمام إلى مجموعات الدعم.
في بعض الحالات، يُدرج إدمان الإباحية ضمن ما يُعرف بـالاضطراب الجنسي القهري أو السلوك الجنسي المفرط، الذي تُقدر بعض الدراسات أنه يصيب نحو 3% – 6% من السكان. مع ذلك، لا يُعترف به رسميًا ضمن دليل الاضطرابات النفسية، وغالبًا ما يتزامن هذا النوع من الإدمان مع اضطرابات نفسية أخرى، مثل القلق والاكتئاب وإدمانات أخرى.
العلاج النفسي:يُعالج المختصون النفسيون إدمان الإباحية بأساليب مشابهة لعلاج إدمان المواد المخدرة، باستخدام مجموعة من المناهج العلاجية المعتمدة.
قد يؤدي هذا النوع من الإدمان إلى اضطراب العلاقات الجنسية والاجتماعية، وقد يسهم في انهيار العلاقات الزوجية أو العاطفية.
العلاج السلوكي المعرفي:يُعد العلاج السلوكي المعرفي أحد أكثر الأساليب فعالية في التعامل مع إدمان الإباحية. وهو يركز على تعديل أنماط التفكير التي تحفز السلوك الإدماني، مثل مشاهدة المواد الإباحية.
يهدف هذا العلاج إلى تغيير الأفكار السلبية المؤثرة في الحالة المزاجية التي تُفاقم المشكلات النفسية. ويُساعد على تعلم مهارات التأقلم، وتقنيات المراقبة الذاتية، وإستراتيجيات حل المشكلات.
العلاج الديناميكي النفسي:يركز هذا النوع من العلاج على كشف المشاعر والأفكار والذكريات اللاواعية التي قد تدفع الفرد نحو السلوك الإدماني. بواسطة الحوار والتحليل، يسعى المعالج لبلوغ الجذور النفسية الكامنة وراء إدمان الإباحية.
العلاج بالقبول والالتزام:يشبه هذا العلاج الأسلوب المعرفي السلوكي في رصده أنماط التفكير المرتبطة بالإدمان، لكنه يركز على القبول وسيلةً لإدارة الأفكار السلبية، مع تعزيز الالتزام بالقيم الشخصية التي تتعارض مع السلوك الإدماني.
العلاج الجماعي:تشير الدراسات إلى أن مشاركة التجارب مع آخرين يعانون مشكلات مماثلة قد تُخفف من الشعور بالعزلة وتقلل من مشاعر الخزي.
العلاج الزوجي أو الأسري:عندما يؤثر إدمان الإباحية في العلاقة الحميمة بين الشريكين، يمكن للعلاج الزوجي أن يُسهم في تحسين التواصل وتجاوز الآثار النفسية والسلوكية. وإذا امتد التأثير إلى أفراد الأسرة الآخرين، فقد يكون العلاج الأسري خيارًا مناسبًا.
الأدوية: خيارات علاجية داعمة لا تحظى باعتراف رسميلا توجد أدوية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج إدمان الإباحية تحديدًا. مع ذلك، قد تساعد بعض الأدوية المُستخدمة في حالات نفسية أخرى. من أبرزها:
- مضادات الاكتئاب، وتحديدًا مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.
- مثبتات المزاج.
- مضادات الأفيونيات، مثل النالتريكسون.
قد يستفيد بعض الأشخاص الذين يعانون القلق أو الاكتئاب أو اضطراب الوسواس القهري، إلى جانب إدمان الإباحية، من العلاج بمضادات الاكتئاب.
رغم عدم ارتباط نوع معين من هذه الأدوية بالسلوك الجنسي القهري، تشير الدراسات إلى أن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية قد تقلل من الدوافع الجنسية المرتبطة به.
مثبتات المزاج:في حالات اضطراب ثنائي القطب المصحوبة بسلوك جنسي قهري، لوحظ تحسن لدى بعض المرضى عند استخدام أدوية مثل حمض الفالبرويك والليثيوم، إذ ساعدت على تقليل الأعراض المرتبطة بهذا السلوك.
مضادات الأفيونيات:أظهر النالتريكسون، وهو دواء يُستخدم عادة لعلاج إدمان المواد الأفيونية، نتائج واعدة في تقليل مشاعر النشوة المرتبطة بالسلوك الجنسي القهري، متضمنًا إدمان الإباحية.
نظرًا إلى عدم اعتماد هذا الاستخدام رسميًا، يُنصح باستشارة طبيب مختص في السلوكيات الجنسية القهرية.
كيف تحصل على أقصى استفادة من العلاج؟إن إدمان الإباحية حالة معقدة، تصعب إدارتها في ظل وفرة المحتوى الإباحي وسهولة الوصول إليه. لذلك، لا يكون العلاج النفسي أو الدوائي كافيًا بمفرده في كثير من الحالات.
تغييرات نمط الحياة:قد يمثل إجراء تعديلات على نمط الحياة اليومية دعمًا فعالًا للعلاج. من أبرز الخطوات:
- الحد من الوصول إلى المحتوى الإباحي
- معالجة المشكلات الأساسية التي تدفع السلوك الإدماني، مثل التوتر أو الملل أو المشاعر السلبية
- فهم المحفزات التي تؤدي إلى الانتكاس، مثل السُكر أو الوحدة.
يمكن للمعالج النفسي أن يساعدك على تحديد هذه المحفزات ووضع خطة للحد من استهلاك المحتوى الإباحي.
مجموعات الدعم:الانضمام إلى مجموعات الدعم خطوة مؤثرة في مسار التعافي، إذ يساعد على تقليل الشعور بالعزلة والخزي، ويوفر بيئة من التفاهم والحوار.
متى تتحول الإباحية إلى مشكلة؟إذا أثر استهلاك المحتوى الإباحي سلبيًا في صحتك النفسية أو علاقاتك أو حياتك اليومية، فاعلم أنك لست وحدك.
ليس من الضعف الاعتراف بالمشكلة، وطلب المساعدة ليس عيبًا. العلاج متاح، وقد يفتح لك باب الفهم والتغيير.
اقرأ أيضًا:
كيف تؤثر المشاهد الإباحية على الدماغ؟ وهل الأفلام الإباحية ضارة؟
ترجمة: حسين الحسين
تدقيق: مؤمن محمد حلمي
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.