أعلن مسؤولون أمريكيون وصينيون، الاثنين توصلهم إلى اتفاق إطاري لتحويل تطبيق تيك توك للمقاطع المصورة القصيرة في أمريكا إلى ملكية تسيطر عليها الولايات المتحدة، وهو ما سيتم تأكيده في مكالمة هاتفية بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ يوم الجمعة.
يُمثل الاتفاق المحتمل بشأن تطبيق التواصل الاجتماعي الشهير الذي يضم 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة تقدما نادرا في المحادثات المستمرة منذ أشهر بين أكبر اقتصادين في العالم واللذين يسعيان إلى نزع فتيل حرب تجارية واسعة النطاق أثارت قلق الأسواق العالمية.
تمديد 90 يوما
وبعد اجتماع مع المفاوضين الصينيين في مدريد، قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إن الموعد النهائي الذي يحل، الأربعاء، والذي كان من شأنه إيقاف عمل تطبيق التواصل الاجتماعي الشهير في الولايات المتحدة، شجع المفاوضين الصينيين على التوصل إلى اتفاق محتمل.
وأضاف أن هذا الموعد النهائي يمكن تمديده 90 يوما لإتمام الصفقة، التي رفض بيسنت التطرق لتفاصيلها.
وقال إن الشروط التجارية للصفقة ستحافظ على جوانب من تيك توك يهتم بها المفاوضون الصينيون، منها «خصائصه الصينية».
وأضاف لصحفيين في ختام محادثات استمرت يومين في مدريد «يهتمون بالخصائص الصينية للتطبيق، والتي يعتقدون أنها تمثل قوة ناعمة. لا نهتم بالخصائص الصينية، وإنما بالأمن القومي».
وهذه هي المرة الثانية هذا العام التي يعلن فيها الجانبان اقترابهما من إبرام صفقة بشأن تيك توك. ولم تفلح المرة السابقة التي كانت في مارس /آذار.
وقد يتطلب أي اتفاق موافقة الكونجرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون، والذي أقر قانونا في 2024 يلزم التطبيق ببيع نشاطه في الولايات المتحدة خوفا من وصول الحكومة الصينية إلى بيانات مستخدمي تيك توك الأمريكيين، مما يسمح لبكين بالتجسس على الأمريكيين أو إجراء عمليات تأثير من خلال التطبيق.
لكن إدارة ترامب رفضت مرارا إنفاذ قرار إغلاق التطبيق الذي قد يغضب الملايين من مستخدميه ويعطل محتوى سياسيا عليه، بما في ذلك محتوى للبيت الأبيض. وكان ترامب قد أشاد بالتطبيق لمساعدته على الفوز في انتخابات الرئاسة العام الماضي. ويتابع حساب ترامب الشخصي 15 مليون شخص. وأطلق البيت الأبيض حسابا رسميا على تيك توك الشهر الماضي.
وكتب ترامب على منصته تروث سوشيال «تسنى التوصل إلى اتفاق أيضا بشأن شركة»بعينها«يرغب الشبان في بلدنا بشدة في إنقاذها. سيكونون سعداء للغاية! سأتحدث إلى الرئيس شي يوم الجمعة. لا تزال العلاقة قوية للغاية».
ولم يفصح بيسنت عما إذا كانت الشركة الأم بايت دانس ستنقل السيطرة على الأساسيات التقنية للتطبيق إلى المشتري الأمريكي الذي لم يُكشف عن اسمه.
مخاوف الأمن القومي
وبعيدا عن قضية تيك توك، استندت الولايات المتحدة إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي لمنع شحنات أشباه الموصلات وغيرها من التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين، وحظر منتجات صينية خلصت واشنطن إلى إمكان استخدامها للتجسس على الأمريكيين أو جمع معلومات مخابرات.
وقال كبير المفاوضين التجاريين الصينيين، لي تشنغ قانغ للصحفيين إن هذه المخاوف تصل إلى مستوى «التنمر الأحادي».
وأضاف لي «لا يمكن للولايات المتحدة من جهة أن تطلب من الصين أن تراعي مخاوفها، بينما تستمر من جهة أخرى في قمع الشركات الصينية».
وأشار لي إلى أن الجانبين توصلا إلى «اتفاق إطاري أساسي» لحل القضايا المتعلقة بتيك توك، وهي صياغة تختلف قليلا عن اللغة التي استخدمها الجانب الأمريكي.
وعُقد الاجتماع الأمريكي الصيني في قصر بالاثيو دي سانتا كروز التابع لوزارة الخارجية الإسبانية، وهو الجولة الرابعة من المحادثات خلال أربعة أشهر لمعالجة العلاقات التجارية المتوترة، بالإضافة إلى الموعد النهائي لتصفية استثمارات تيك توك.
واجتمعت وفود بقيادة بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني خه لي فنغ في مدن أوروبية منذ مايو/ أيار في محاولة لتهدئة حرب تجارية شهدت تراشقا برفع الرسوم الجمركية والتهديد بتوقف تدفق المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة.
ترامب وشي يبحثان الاجتماع
قال بيسنت إن المحادثات بشأن قضايا أخرى ستستمر، ربما في الأسابيع المقبلة. وعبر ترامب مرارا عن اهتمامه بلقاء شي، وتحاول الصين استقطاب ترامب لحضور قمة في بكين. وأضاف أن الأمر متروك للزعيمين لمناقشة ما إذا كانوا سيجتمعون خلال مكالمة الجمعة.
وقال مصدر مطلع على المحادثات إن الفريق الأمريكي أبلغ الجانب الصيني بأن أي اجتماع محتمل هذا الخريف كان سيصبح بلا معنى إذا لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق بشأن تيك توك في مدريد.
جاءت المحادثات في الوقت الذي تطالب فيه واشنطن حلفاءها بفرض رسوم جمركية على الواردات من الصين بسبب مشترياتها من النفط الروسي، وهو ما وصفته بكين اليوم بأنه إكراه اقتصادي.
وأعلنت الصين بكل منفصل اليوم أن تحقيقا أوليا بشأن شركة إنفيديا الأمريكية العملاقة للرقائق الإلكترونية توصل إلى أن الشركة انتهكت قانون مكافحة الاحتكار في البلاد. وقال بيسنت إن الإعلان بشأن إنفيديا جاء في وقت غير مناسب.
ويُنظر إلى التحقيق على نطاق واسع على أنه رد على القيود التي فرضتها واشنطن على قطاع الرقائق الإلكترونية الصيني.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.