أكدت حور الخاجة، نائب رئيس أول للعمليات الدولية في مؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، إحدى مؤسسات دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، أن دبي تواصل تعزيز مكانتها كمدينة عالمية رائدة في تقديم تجارب سياحية شاملة ومتكاملة تراعي احتياجات جميع فئات المجتمع، وعلى رأسهم المصابون باضطراب طيف التوحد والإدراك الحسي، في خطوة تجسّد التزام الإمارة بقيم الشمولية، وتترجم رؤيتها لأن تكون المدينة الأفضل للعيش والعمل والزيارة لجميع الفئات.
وأضافت حور الخاجة في حديثها ل«الخليج»، أن التوجّه نحو السياحة الشاملة لا يُعد فقط خياراً استراتيجياً، بل هو جزء من الهوية المتكاملة لدبي كمدينة ترحب بالجميع، وتحتفي بالاختلاف وتقدّر التنوع. مشدّدة على أن مفهوم دبي للسياحة الشاملة لا يقتصر على تقديم خدمات متخصصة، بل هو رؤية مجتمعية متكاملة تبدأ من تطوير البنية التحتية، وتشمل الوعي المجتمعي، وتُترجم عبر التفاعل الإنساني اليومي مع الزوار من مختلف الخلفيات والاحتياجات.
بنية تحتية داعمة
أوضحت حور الخاجة، أن دبي تبنّت برنامجاً واسعاً يهدف إلى تأهيل وتدريب العاملين في قطاع السياحة والضيافة، على كيفية التعامل مع المصابين بالتوحد.
وقالت: «خضع 75 ألف موظف لتدريبات تخصّصية، من ضمنهم أكثر من 30 ألف من كوادر الطيران والمطارات، و45 ألف في الفنادق وقطاعات الضيافة المختلفة. هذا البرنامج هو أحد أكبر برامج الشمولية على مستوى قطاع السياحة عالمياً، ويعكس قدرة الإمارة على التنسيق والتحول الشامل، بهدف تهيئة بيئة سياحية مريحة وآمنة لهم».
وأضافت: «تشمل هذه التدريبات منصتين رئيسيتين أطلقتهما كلية دبي للسياحة: الأولى منصة «نهج دبي» التدريبية الإلكترونية، والثانية برنامج «الخدمات الشاملة»، الذي يعتمد أساليب تفاعلية وقصصاً واقعية تُعزز التعاطف، وفهم التحديات التي يواجهها الأفراد المصابون بالتوحد».
وجهة معتمدة
وحول ثمرة هذه الجهود قالت حور الخاجة، إن دبي حصلت في أواخر إبريل/ نيسان 2025، على التصنيف الرسمي كأول وجهة سياحية معتمدة للتوحد في النصف الشرقي من الكرة الأرضية، مؤكدة أن هذا يعكس التزام الإمارة بتقديم تجارب مريحة وموثوقة وشاملة للمصابين بالتوحد وعائلاتهم.
وأشارت إلى أن هذا الإنجاز جاء نتيجة جهود مشتركة شملت مختلف القطاعات، بفضل توجيهات القيادة الرشيدة، ويُعد ترجمة فعلية لأهداف «عام المجتمع» في دولة الإمارات، والتي ترتكز على التعاون والانتماء والتجارب المشتركة.
خدمات متكاملة
أكّدت حور الخاجة، أن دبي تحرص على ضمان تجربة سفر متكاملة للعائلات التي تضم أفراداً من ذوي التوحد، بدءاً من الوصول إلى المطار، وحتى الإقامة في الفندق وزيارة الوجهات الترفيهية. وأشارت إلى أن المرافق المعتمدة لفئة مرضى التوحّد تشمل مزايا عديدة مثل المساحات الهادئة، قوائم الطعام المعدّلة، مسارات الكراسي المتحركة، المصاعد، وحلقات السمع. مضيفة أن الشواطئ العامة التابعة لبلدية دبي أصبحت أول مراكز معتمدة للتوحد في العالم.
وتابعت: «يمكن للعائلات التخطيط لرحلتها بسهولة من خلال تطبيق IBCCES Accessibility App الذي يوفر معلومات مباشرة حول الوجهات والفنادق المعتمدة، إضافة إلى موقع «زوروا دبي» الذي يقدم دليلاً شاملاً للوجهات والخدمات الداعمة لأصحاب الهمم.
وفي ما يتعلق بدور التكنولوجيا، أكدت أن دبي تواصل تطوير منصات رقمية تُسهّل تجربة الزائر، من خلال تحسين الوصول إلى المعلومات والخدمات، سواء عبر تطبيقات مخصصة أو منصات إلكترونية، مؤكدة أن استخدام الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي هو جزء من استراتيجية الإمارة لجعل تجربة السياحة أكثر سهولة ومرونة.
السياحة العائلية
وقالت حور الخاجة، إن توفير بيئة داعمة للمصابين بالتوحد يسهم بشكل مباشر في تعزيز مكانة دبي كوجهة مفضلة للعائلات، مؤكدة أن المدينة مستعدة لاستقبال العائلات من جميع الخلفيات الثقافية، بما في ذلك تلك التي تضم أفراداً من ذوي الاحتياجات الخاصة. مؤكّدة أن البنية التحتية المتطورة، إلى جانب الخدمات الذكية والتجارب الملائمة، تجعل من دبي مدينة تحتضن الجميع بلا استثناء.
ورداً على سؤال حول الحوافز التي تحصل عليها الفنادق والمنشآت السياحية عند اعتمادها كوجهات صديقة لذوي التوحد، أوضحت أن الحافز الحقيقي يكمن في تعزيز جاذبية الوجهة أمام شرائح أوسع من الزوار، خاصة العائلات التي تبحث عن بيئات سياحية موثوقة وشاملة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.