حذر البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي، رئيس جمعية الإمارات للأورام، من المخاطر الصحية الكامنة في ظاهرة جديدة مُنتشرة بين الشباب والمراهقين، مُؤخراً، تتمثل في «أكياس النيكوتين»، كبديل للتدخين التقليدي.
ووجه حديثه إلى أولياء الأمور، مُشدداً على أهمية إقلاع أبنائهم عن استهلاك «أكياس النيكوتين»، لتجنب مخاطرها الصحية، موضحاً أن الحالة الوحيدة المُمكن فيها استخدام «النيكوتين» هي للمساعدة على الإقلاع عن التدخين، ولفترة محدودة فقط.
وأشار الشامسي إلى أنه التقى أحد الشباب، ضمن حالة تشخيص طبي، خلال الأيام القليلة الماضية، حيث سأله السؤال التقليدي للأطباء في مثل تلك الحالات، حول ما إذا كان هذا الشباب «مُدخناً»، ليرد الأخير بالنفي، مؤكداً أنه لا يُدخن لكنه يتناول ما يُعرف ب«أكياس النيكوتين»، ليبادر إلى سؤاله عن ماهية هذا المُنتج والمادة، وهو ما أثار استغراب الشاب المريض: «دكتور ولا تعلم شيئاً عن أكياس النيكوتين»
أضاف البروفيسور الشامسي، أن الشاب أخرج من جيبه عبوة صغيرة بداخلها أكياس صغيرة، ليسأله عن طريقة استخدامها، وهو ما رد عليه المريض بقوله: نضعها في الفم، بين اللثة والأسنان، حيث نتركها فترة من الوقت، تتراوح بين 10 دقائق إلى ساعة تقريباً، لتمنحنا «نشوة» مُقاربة لما تُخلفه «السجائر». وقال: إن هذا الموقف مع الشاب دفعه إلى البحث والتقصي حول الموضوع، وتوصل إلى أن ظاهرة استخدام «أكياس النيكوتين» آخذة في التصاعد بين الشباب، عالمياً، فيما يُروج لها على أنها طريقة آمنة لبُلوغ «نشوة التدخين» بدون التعرض لمضار التدخين، مع تجنب الرائحة الكريهة ل«السجاير التقليدية». وأكد رئيس جمعية الإمارات للأورام أن بحثاً طبياً مُتخصصاً، نُشر العام الماضي 2024، عمل على تحليل 22 عينة من أكياس النيكوتين، حيث انتهى البحث العلمي إلى أنها تحتوي 16 نوعاً من المواد المُسرطنة.
وبين أن الخطر الرئيسي يأتي من الاستخدام المُستمر ل«أكياس النيكوتين»، الذي يُمكن أن يتسبب بأضرار صحية على القلب، لأن مادة النيكوتين تؤدي إلى ارتفاع في دقات القلب، ويمكن أن يؤدي إلى جلطات في القلب أو المخ، والتهابات مُزمنة في الفم في حالة الاستخدام المُتكرر، وهو منطقة حساسة في الجسد، بجانب التأثيرات السلبية الأخرى على صحة الفم والأسنان، ويمكن أن يقود الالتهاب المُزمن في هذه المنطقة إلى «سرطان» على فترات طويلة.