يحظى داء السكري التقليدي - بنوعيه الأول والثاني - باهتمام عالمي واسع نظرًا لانتشاره وعلاقته بأسلوب الحياة وأمراض المناعة الذاتية. لكن خلف الأضواء، يبرز اضطراب آخر يُدعى داء السكري الكاذب، وهو حالة مختلفة تمامًا عن اضطرابات سكر الدم، رغم تشاركها العارض الأبرز المتمثل بالتبول المفرط.
وفي السكري الشائع، يؤدي نقص أو مقاومة الأنسولين إلى تراكم السكر في الدم، الذي ينسحب إلى البول حاملاً الماء معه، ما يفسر العطش وكثرة التبول. أما في السكري الكاذب، كما يشرح دان باومغاردت، المحاضر الأول، في كلية علم النفس وعلم الأعصاب، جامعة بريستول، فالمشكلة لا علاقة لها بالسكر، بل بهرمون أرجينين فاسوبريسين (AVP)، المعروف بالهرمون المضاد لإدرار البول، والمسؤول عن حفظ الماء في الجسم.
فعندما يختل هذا النظام، تفقد الكلى القدرة على إعادة امتصاص الماء، فينتج المريض كميات كبيرة من البول المخفف، ويبقى عطشه بلا نهاية. ويقدَّر عدد المصابين بين 2000 و3000 في المملكة المتحدة وحدها. ويعود السبب غالبًا إلى نقص إنتاج الهرمون، نتيجة أورام الدماغ أو إصابات الرأس أو عوامل وراثية أو التهابات عصبية. وقد يظهر نوع نادر أثناء الحمل بسبب إنزيم تفرزه المشيمة، لكنه يختفي عادة بعد الولادة.
وينقل موقع "ساينس آليرت" عن باومغاردت أن العلاج يعتمد على السبب: في حالات نقص الهرمون، يُستخدم الديسموبريسين، وهو بديل اصطناعي يعيد للجسم قدرته على حفظ الماء. أما عند مقاومة الكلى للهرمون، كما يحدث أحيانًا بسبب أدوية مثل الليثيوم، فيلجأ الأطباء إلى أنظمة غذائية قليلة الملح وأدوية بديلة.
والأخطر أن بعض الحالات ترتبط بخلل في مركز العطش في الدماغ، ما يؤدي إلى رغبة لا تُروى في شرب الماء. الإفراط في الشرب يُخفض مستويات الصوديوم في الدم، مسببًا ارتباكًا أو نوبات خطيرة. وتتداخل الأعراض أحيانًا مع اضطرابات نفسية تدفع المريض لاستهلاك كميات هائلة من الماء، قد تصل إلى 15 لترًا يوميًا.
وهذا الاضطراب يذكّرنا بأن "السكري" ليس مجرد مرض متعلق بالسكر. فرغم ندرته، قد تكون عواقب السكري الكاذب خطيرة إذا لم يُشخص ويُعالج مبكرًا. لذا، يُنصح أي شخص يعاني عطشًا شديدًا مستمرًا وتبولًا متكررًا بمراجعة الطبيب، فالمشكلة قد تكمن في الدماغ أو الكلى، وليس فقط في نسبة السكر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.