لسنوات طويلة، لم يحصل Donkey Kong على لعبة جديدة تليق بمكانته. فقد ظل محصورًا في ألعاب ثنائية الأبعاد أو أدوار مساندة، دون أن يحظى بلعبة ثلاثية الأبعاد حديثة تضعه في مركز الاهتمام. ولكن مع إصدار Donkey Kong Bananza على جهاز Switch 2، يعود البطل الكلاسيكي في مغامرة جديدة تمزج بين المرح والقوة والاستكشاف، وتُظهر ما يمكن لشخصيته أن تقدمه فعلًا في هذا الجيل.
فكرة اللعبة الرئيسية بسيطة لكنها مبتكرة: كل شيء في العالم يمكن تدميره. لكن بدل أن يكون التدمير مجرد استعراض بصري، تجعله اللعبة جزءًا أساسيًا من أسلوب اللعب. أنت لست فقط في مغامرة لتجاوز العقبات، بل أنت هناك لاستكشاف عالم حي ومليء بالمفاجآت، وجمع المكافآت، وتفجير الجدران، وكسر الأرض للوصول إلى أماكن خفية.
منذ بداية اللعبة، تجد نفسك في جزيرة مليئة بالألوان والتفاصيل. كل منطقة تحتوي على عناصر قابلة للتفاعل، مثل الأشجار والصخور والمباني. وتُشجعك اللعبة على التجربة والاكتشاف، فكل حركة أو تدمير قد يكشف عن ممر سري أو مكافأة نادرة أو تحدٍ جانبي يطوّر مهاراتك.
واحدة من أبرز مميزات اللعبة هي تحوّلات Donkey Kong. في بعض المراحل، يتحول إلى طائر سريع، أو إلى نسخة ضخمة تُسمى “Banana Kong”. كل شكل له استخداماته الخاصة، ويُضيف تنوعًا واضحًا في طريقة اللعب. وقد تم تصميم المراحل بحيث تستفيد من هذه التحوّلات، مما يجعل كل مغامرة مختلفة عن التي قبلها.
أسلوب الاستكشاف هو ما يجعل هذه اللعبة مميزة. بدل الاعتماد على قصة سينمائية ثقيلة أو مشاهد طويلة، تترك لك اللعبة حرية الاكتشاف، وتمنحك شعورًا دائمًا بالفضول. كل منطقة تخفي شيئًا ما، وكل زاوية قد تحمل تحديًا جديدًا أو مكافأة غير متوقعة. وهذا ما يجعل اللعب مستمرًا دون ملل، لأن كل شيء في اللعبة يبدو مصممًا ليُكافئ اللاعب الذي يستكشف بتأنٍ.
لكن رغم كل هذه الإيجابيات، لا تخلو اللعبة من العيوب. أبرز مشكلة ظهرت أثناء التجربة كانت في الكاميرا اليدوية. في بعض المناطق، خاصة أثناء الحفر أو داخل الممرات الضيقة، تحتاج إلى تعديل الكاميرا يدويًا باستمرار. أحيانًا تكون زوايا التصوير غير مريحة، مما يعيق الرؤية أو يُسبب ارتباكًا بسيطًا. ورغم أن اللعبة تحاول التكيف تلقائيًا، إلا أن ذلك لا يكون كافيًا في بعض اللحظات الدقيقة.
الأداء العام للعبة على جهاز Switch 2 ممتاز. الانتقال بين المناطق سريع، والمؤثرات البصرية قوية، والشخصيات مرسومة بتفصيل واضح. وحتى أثناء الفوضى البصرية الناتجة عن التدمير المتكرر، تبقى اللعبة مستقرة وسلسة. أما الموسيقى، فهي عنصر مميز آخر، خاصة مع الأداء الصوتي لشخصية بولين، التي تُقدّم أغانٍ حيوية تُناسب جو اللعبة المرِح.
معارك الزعماء في اللعبة تختلف من منطقة لأخرى. بعضها مبتكر ويتطلب تفكيرًا واستراتيجية، والبعض الآخر يبدو بسيطًا أكثر من اللازم. لكن عمومًا، المعارك ممتعة وتُضيف تحديًا جيدًا بين مراحل الاستكشاف والتجميع. كما أن هناك مستويات جانبية، وألعابًا مصغّرة، ومكافآت إضافية، تُشجّع اللاعب على الاستمرار والعودة لمناطق سابقة لاكتشاف كل شيء فيها.
من الجوانب التي تستحق الثناء أيضًا أن اللعبة لا تُجبرك على إنهاء كل شيء بنسبة 100%، لكنها تُحفّزك على ذلك. كلما اكتشفت شيئًا جديدًا، تشعر برغبة في مواصلة اللعب. وهذا نابع من تصميم ذكي يشجّع على التفاعل، لا على الحفظ أو التكرار.
وفي نهاية التجربة، تتركك Donkey Kong Bananza وأنت تشعر بأنك خضت مغامرة حقيقية، مليئة بالضحك، والتحديات، والاكتشاف. هذه ليست مجرد لعبة منصات تقليدية، بل تجربة مصممة بإتقان لتعيد الحياة لشخصية محبوبة، وتُظهر قوتها الكاملة في جيل جديد.
رغم أن الكاميرا اليدوية قد تُسبب بعض الإرباك، إلا أن لعبة Donkey Kong Bananza تُقدّم واحدة من أمتع تجارب المنصات هذا العام. عالمها مليء بالتفاصيل، وتحوّلات الشخصية تضيف تنوعًا مرحبًا به، والتدمير جزء أساسي وممتع من أسلوب اللعب. تجربة مليئة بالاكتشاف، وموسيقى تضيف روحًا مميزة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.