Grand Theft Auto 5
فوضى ودمار يعمّان مدينة بأكملها

تُقدّم GTA 5 نسخة ساخرة ومكثفة من مدينة Los Angeles في عالم مفتوح لا يضع أي حدود أمام اللاعب ولا يفرض عليه مسارًا معينًا حيث يمكنه دخول أي مكان وركوب أي مركبة واستخدام كل الأدوات المتاحة لخلق قصته الخاصة في عالم حيّ مليء بالتفاصيل الدقيقة والأنشطة المتنوعة. من مطاردات الشرطة إلى السطو على البنوك ومن سباقات الشوارع إلى المغامرات العشوائية في الضواحي تقدم اللعبة كل ما يخطر على بالك في مدينة تعجّ بالاحتمالات.
العالم في GTA 5 ليس فقط مفتوحًا بل ممتلئ بالحياة. الشخصيات تتصرف بشكل طبيعي والعالم يتغير ويتفاعل مع ما يفعله اللاعب. يمكن للاعب القفز من مهمة إلى أخرى أو التوقف للعب التنس أو متابعة حدث عشوائي يحدث في أحد الأزقة. التنقل بين الشخصيات الرئيسية الثلاثة يضيف طبقة جديدة من الديناميكية إلى أسلوب اللعب ويجعل من كل تجربة مختلفة عن سابقتها. هذا النظام المبتكر يعزز من إمكانية إعادة اللعب ويمنح القصة عمقًا وشمولًا فريدًا.
وتزداد قوة هذه التجربة مع وجود GTA Online الذي نقل اللعبة من مجرد حملة فردية إلى منصة اجتماعية متجددة يلتقي فيها ملايين اللاعبين من أنحاء العالم. في GTA Online يمكن للاعبين بناء إمبراطورياتهم الإجرامية أو شراء العقارات والمركبات الفاخرة أو خوض معارك في أوضاع تنافسية أو تعاونية أو حتى ابتكار أنماط لعب جديدة باستخدام أدوات تصميم المحتوى. هذا العالم لا يتوقف عن التوسع والتجدد مما يجعل تجربة اللعب ممتدة إلى ما لا نهاية.
كتابة السيناريو والتمثيل الصوتي في اللعبة في غاية الإتقان حيث تنبض الشخصيات بالحياة وتُجسد كل منها نمطًا مختلفًا من الواقع الأمريكي. يجتمع كل ذلك مع الأنظمة المتقنة في القيادة والقتال والاقتصاد ليخلق عالمًا تفاعليًا لا يزال محافظًا على جاذبيته وأصالته رغم مرور أكثر من عقد على إطلاقه. كل هذه العوامل تجعل GTA 5 ليست مجرد لعبة بل تجربة اجتماعية وثقافية تعكس المجتمع بسخرية وذكاء.
Grand Theft Auto 5 تجاوزت كونها لعبة فيديو تقليدية لتتحول إلى منصة مفتوحة للفوضى المنظمة والترفيه اللامحدود. إنها واحدة من أكثر الألعاب تأثيرًا في تاريخ الصناعة وواحدة من القلائل التي استطاعت الحفاظ على شعبيتها وتأثيرها لعشر سنوات كاملة دون أن تفقد سحرها أو بريقها.
Elden Ring
إعادة تعريف تصميم العالم المفتوح
تتحدى Elden Ring كل المفاهيم التقليدية التي لطالما ارتبطت بألعاب العالم المفتوح حيث تقدم للاعبين كونًا وحشيًا وفي ذات الوقت ساحرًا مليئًا بالأسرار الغامضة والكنوز المخفية والقصص المدفونة التي تنتظر من يكتشفها. ما يجعل هذه اللعبة فريدة ومذهلة هو الانتقال السلس لفلسفة ألعاب Soulslike إلى بيئة عالم مفتوح دون أن تفقد هويتها أو قوتها حيث نجحت في دمج أسلوب اللعب القاسي والمعتمد على المهارة مع حرية الاستكشاف والانغماس في البيئات المختلفة مما أدى إلى توليفة لا مثيل لها في التصميم والتجربة.
تمنح اللعبة اللاعب خريطة تتسع بشكل دائم وتفاجئه كل مرة بمناطق جديدة لم يكن يتوقعها سواء في قمم الجبال الشاهقة أو أعماق الكهوف المظلمة أو حتى العوالم المتداخلة التي لا تظهر إلا لمن يجرؤ على الاستكشاف العميق. كل منطقة تمتلك طابعها الخاص ومخاطرها وسحرها البصري وتحدياتها المصممة بدقة فائقة تجعل كل لحظة في اللعب رحلة غير متوقعة. لا يوجد توجيه صريح أو خط مستقيم بل دعوة مفتوحة للتجربة والفهم من خلال المحاولة والخطأ والملاحظة الدقيقة.
ورغم أن التركيز الكبير في Elden Ring ينصب على القتال الحاد والصعب إلا أن اللعبة تخفي خلف هذا الصراع الظاهر سردًا دراميًا غامضًا ومتشعبًا يتطلب من اللاعب الانتباه وربط الأحداث والتفاصيل المتناثرة لبناء الفهم الكامل لما يحدث في هذا العالم. كل قرار يتخذه اللاعب وكل شخصية يختار دعمها أو معاداتها قد تؤدي إلى مسارات ونهايات مختلفة مما يعطي للتجربة طابعًا شخصيًا للغاية ويجعل كل رحلة فريدة في ذاتها.
ومع وجود أكثر من مئة ساعة من اللعب المحتمل فإن Elden Ring لا تقدم مجرد تحدٍ صعب أو عالم مفتوح بل تقدم تجربة وجودية متكاملة تمزج بين الغموض والجمال والمأساة والاختيار. إنها رحلة تحمل في طياتها انتصارات عظيمة وهزائم قاسية واكتشافات لا تُنسى وكل ذلك ضمن إطار فني مذهل وموسيقى ترفع من التوتر والعظمة في كل لحظة.
Elden Ring لم ترفع فقط سقف ألعاب العالم المفتوح بل كسرت القالب بالكامل لتضع نموذجًا جديدًا لما يمكن أن تكون عليه لعبة تجمع بين الحرية المطلقة والعمق الفني والتقني. إنها علامة فارقة في صناعة الألعاب وتجربة لا تكتمل أي مكتبة لاعب بدونها.
Red Dead Redemption 2
الغرب الأمريكي لم يكن يومًا بهذا الجمال
تُقدّم Red Dead Redemption 2 مستوى مذهلًا من التفاصيل سواء من الناحية البصرية أو من حيث التفاعل مع البيئة. عالم اللعبة المستوحى من الغرب الأمريكي القديم ينبض بالحياة ويشعر اللاعب وكأنه يعيش بالفعل في تلك الحقبة التاريخية الصاخبة. الشخصيات غير القابلة للعب لها جداول يومية تتغير مع الوقت، والطقس لا يؤثر فقط على المظهر بل يغير مجرى اللعب نفسه، من صعوبة التنقل في الأمطار والثلوج إلى تأثير البرد على أداء الشخصية. البيئة كلها تتفاعل مع ما يفعله اللاعب بشكل منطقي ومدهش يجعل كل لحظة في هذا العالم أقرب إلى الواقع منها إلى الخيال.
الاهتمام الفائق بالتفاصيل يمتد إلى أبسط الأمور مثل طريقة تحرك الحصان أو كيفية تنظيف السلاح أو حتى تعبيرات الوجه أثناء الحوارات، وكل هذه العناصر تصنع تجربة غامرة تجعل اللاعب يشعر وكأنه يعيش داخل فيلم سينمائي متقن لكنه يتحكم به بالكامل. التفاعل مع العالم ليس مجرد خلفية بل هو جزء أساسي من التجربة، فكل تصرف صغير يمكن أن يكون له عواقب لاحقة، سواء في تعامل الناس مع Arthur أو في تطور الأحداث من حوله.
أما القصة فهي لا تقل روعة عن العالم نفسه، حيث يتابع اللاعب رحلة Arthur Morgan وسط أحداث عاطفية مؤثرة تدور حول الولاء والفقدان والانتماء. تسرد اللعبة قصة عصابة تحاول النجاة في عالم يتغير من حولها بسرعة، وتُظهر الصراع الداخلي بين البقاء على قيد الحياة وبين التمسك بالمبادئ، وبين ما هو صحيح وما هو ممكن. أداء الشخصيات والكتابة العميقة والموسيقى التصويرية القوية تضيف عمقًا إنسانيًا نادرًا ما نجده في ألعاب أخرى.
تضيف المهام الجانبية والمحتوى المتفرع طيفًا واسعًا من التجارب من صيد الحيوانات النادرة إلى لعب الورق أو مساعدة الغرباء في قصصهم الخاصة. هذه الأنشطة لا تشعر بأنها منفصلة عن اللعبة بل هي جزء عضوي منها وتُسهم في بناء العالم وتجسيد حياة الغرب الأمريكي بكل تفاصيله وثقافته وصراعاته.
Red Dead Redemption 2 ليست فقط أفضل ما قدمته Rockstar من حيث العالم المفتوح بل هي واحدة من أكثر الألعاب تطورًا وصقلًا في تاريخ الصناعة. إنها تجربة تجمع بين الواقعية والدراما والحرية لتصنع تحفة فنية تظل في الذاكرة وتؤكد أن الألعاب يمكن أن ترتقي لمستوى الأدب والسينما في سرد القصص وصناعة العوالم.

لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.