عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

الصناعة المعجمية".. جسر سعودي نحو اقتصاد لغوي رقمي

تم النشر في: 

05 أكتوبر 2025, 6:09 صباحاً

مما لا شك فيه أن الصناعة المعجمية اليوم لم تعد ترفًا أكاديميًا، بل أصبحت ركيزة استراتيجية لحفظ التراث اللغوي، وتطوير المحتوى الرقمي الذي تعتمد عليه الترجمة والذكاء الاصطناعي والمحتوى التعليمي.

فالمعاجم الحديثة لم تعد كتبًا لغوية فقط، بل قواعد بيانات ضخمة تُستخدم في برمجة محركات البحث، والمساعدات الذكية (مثل "سيري" و"أليكسا")، وتطبيقات الترجمة، ومنتجات التعليم الإلكتروني، وهو ما يعني أن تطوير المعجم العربي رقميًا، سوف يسهم في خلق قيمة اقتصادية حقيقية من اللغة نفسها، ويتيح فرصًا استثمارية في مجالات المحتوى العربي الرقمي.

وفي هذا الإطار يأتي المؤتمر السنوي الرابع لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الذي ينعقد غدا في تحت عنوان: "الصناعة المعجمية في العالم: التجارب، والجهود، والآفاق"، وهو العنوان الذي يلخص رؤية المملكة العميقة تجاه اللغة العربية، ليس بوصفها موروثًا ثقافيًا فحسب، بل باعتبارها موردًا معرفيًا قابلًا للتطوير والاستثمار في ظل التحولات التقنية المتسارعة.

من خلال هذا المؤتمر، تؤكد المملكة مجددًا التزامها بدعم اللغة العربية وتعزيز حضورها عالميًا، انسجامًا مع مكانتها الدينية والثقافية، وسعيها في الوقت ذاته لترسيخ الدور الريادي الذي تضطلع به ضمن رؤية 2030 في تمكين الثقافة والمعرفة والبحث العلمي، كما يثبت مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، منذ تأسيسه وحتى الآن، أنه ليس مجرد مؤسسة لغوية تقليدية، بل منارة فكرية وتقنية تعمل على تطوير الدراسات اللغوية الحديثة، وإدماج اللغة العربية في بيئة الذكاء الاصطناعي، وإحياء التراث اللغوي بأساليب رقمية متقدمة.

ويأتي تركيز المؤتمر هذا العام على "الصناعة المعجمية"، ليؤكد على أن المعجم لم يعد كتابًا ورقيًا يكتفي بتعريف المفردات، بل أصبح أداة معرفية رقمية ترتبط مباشرة بتقنيات المعالجة الحاسوبية للغة، ومحركات البحث، والتطبيقات الذكية التي تتحدث بالعربية وتفهمها.

فإذا علمنا أن المحتوى العربي على الإنترنت لا يتجاوز 5٪ من إجمالي المحتوى العالمي، فإن الصناعة المعجمية الرقمية التي يناقشها مؤتمر مجمع الملك سلمان العالمي هذا العام من خلال أوراق علمية ونقاشات فكرية لخبراء عالميين، سوف تفتح المجال أمام إنتاج محتوى عربي منظم ودقيق، وقابل للمعالجة التقنية، لتتحول المفردة العربية إلى مورد رقمي يمكن استثماره في التطبيقات، والمنصات التعليمية، والذكاء الاصطناعي، وهو ما يفتح بدوره آفاقًا عملية جديدة، سوف تُسهم فيها المملكة في بناء اقتصاد لغوي رقمي يواكب التحولات العالمية ويخدم أهداف التنمية المعرفية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا