تكنولوجيا / اليوم السابع

إنستجرام 2025.. تحديثات صامتة تعيد تشكيل تجربة المستخدم

كتبت هبة السيد

الثلاثاء، 15 يوليو 2025 02:00 ص

تغير إنستجرام كثيرًا عبر السنوات، لكن عام 2025 يشهد نقلة مختلفة في طبيعة التحديثات التي يطرحها التطبيق، فبدلًا من الحملات الدعائية والضجة الإعلامية المعتادة، باتت الخصائص الجديدة تظهر بهدوء، وتبدأ في إعادة تشكيل كيفية استخدام الناس للتطبيق، بطريقة أكثر خصوصية، وأقل بهرجة.

يبدو أن المنصة لم تعد تسعى للفت الانتباه بالصوت المرتفع، بل بالفكرة الذكية، فالتجربة اليوم لم تعد تقتصر على التمرير العشوائي للمحتوى، بل تتجه نحو أن تكون أكثر وعيًا، أو على الأقل توحي بذلك.

لطالما عرفت ريلز بأنها مساحة للمحتوى السريع والخاطف، لكنها في 2025 تأخذ اتجاهًا مختلفًا، أصبح بإمكان المستخدمين الآن نشر مقاطع تصل مدتها إلى ثلاث دقائق، وهو ما يقرب إنستغرام من محتوى تيك توك الطويل أو حتى الفيديوهات القصيرة على .

في المقابل، أضيف خيار لمشاهدة المقاطع بسرعة مضاعفة 2x، في مفارقة تعكس تناقضًا مثيرًا: التطبيق يمنحك وقتًا أطول للمشاهدة، لكنه في الوقت نفسه يتيح لك تجاوزه بأسرع ما يمكن.

هذه الخطوة ليست فقط عن "المدة"، بل عن اختبار حدود الانتباه، هل ما زال المستخدم مستعدًا لمنح المحتوى وقته؟ أم أن الاستهلاك السريع هو القاعدة؟ يبدو أن إنستغرام لم يعد يكتفي بالمحتوى الترفيهي السطحي، بل يطمح  أو يدعي الطموح إلى تقديم ترفيه "أكثر وعيًا".

حين ظهرت ميزة Notes للمرة الأولى، بدت كأنها مجرد تفصيلة زائدة فوق الرسائل المباشرة، لكنها في 2025 أصبحت شيئًا مختلفًا تمامًا. أصبح بالإمكان الآن كتابة ملاحظات تصل إلى 500 حرف، وإرفاق صور ومقاطع موسيقية، بالإضافة إلى إمكانية تخصيص من يشاهدها من الأصدقاء المقربين، وتعيين مؤقتات تجعلها تختفي تلقائيًا.

ما بدأ كأداة عابرة، تحوّل إلى مساحة يستخدمها البعض كمدونة مصغرة، أو لكتابة فكاهات داخلية، أو حتى لتجريب منشورات قبل نشرها علنًا، لا يدفع إنستغرام هذه الخاصية إلى الواجهة، لكنه يتركها تنمو تلقائيًا، وربما لهذا السبب تحديدًا أصبحت واحدة من أكثر الخصائص "صدقًا" في التطبيق.

ضمن تجربة أكثر اجتماعية، طرح إنستجرام خاصية "Blend" التي تتيح لك ولصديقك تبويب Reels مشترك، يُظهر محتوى ناتجًا عن دمج خوارزمياتكما الشخصية، في تشبيه دقيق يشبه الأمر جلسة علاج للخوارزميات بين شخصين: ما الذي سيحدث إن كان عليك مشاركة ذوقك الرقمي مع شخص آخر؟ أي محتوى سيظهر؟ وما الذي سيتغير في اهتماماتك؟

الميزة قد تبدو بسيطة، لكنها تعبر عن تحول أكبر: إنستجرام لم يعد يوصي بالمحتوى لك فقط، بل يحاول الآن فهم العلاقات الاجتماعية وتأثيرها على سلوك المستخدم، إنها تجربة تقيس "الذوق المشترك"، لا الفردي فقط.

بالنسبة لأولئك المهووسين بشكل الملف الشخصي، يقدم إنستجرام الآن دعمًا لنسبة عرض 3:4 في صور المعاينة داخل الحسابات، صحيح أن المربعات لا تزال موجودة، لكن المستطيلات بدأت تفرض حضورها تدريجيًا.

بالنسبة للمستخدم العادي، سيبدو هذا التغيير بسيطًا ويجعل الصور الرأسية أقل إرباكًا، أما بالنسبة للمصممين وصناع المحتوى والعلامات التجارية، فهو يمنحهم مساحة أوسع لتنسيق الملف بطريقة أقرب إلى "بورتفوليو" احترافي، وأقل شبهًا بألبوم صور عشوائي.

في خطوة مفاجئة، أضاف إنستجرام خيارًا يتيح للمستخدم معرفة سبب ظهور منشور معين في خلاصته، أسفل أي ريلز أو صورة، يمكن الآن الضغط على "لماذا أرى هذا؟" للحصول على شرح مستند إلى نشاطك السابق من تفاعلاتك إلى من تتابعهم.

هي أداة شفافية، ولكنها أيضًا مرآة سلوكية، ورغم أن البعض قد يجدها مقلقة أو "مكشوفة" أكثر من اللازم، إلا أن وضوح نوايا الخوارزمية بات موضع ترحيب في زمن تتزايد فيه الشكوك حول الذكاء الاصطناعي.

الرسائل المباشرة على إنستجرام باتت تشبه ما يجب أن يكون عليه تواصل في 2025، تشمل التحسينات الترجمة الفورية، عرض مقاطع الموسيقى، جدولة الرسائل، تثبيت المحادثات، ودعوات جماعية عبر رموز QR.

كل هذه الإضافات تمنح المستخدمين تجربة مراسلة أكثر اكتمالًا وراحة، وتضع إنستجرام أخيرًا في صف التطبيقات التي تفهم أهمية المحادثات اليومية كمكون أساسي في تفاعل الناس مع المنصة.

السؤال الأهم بعد كل هذه التحديثات هو: ما هو إنستجرام الآن؟ هل هو شبكة اجتماعية؟ أم منصة ؟ أم مساحة تدوين مصغرة؟ أم متجر رقمي؟ الإجابة الأقرب للواقع: هو كل ذلك إلى حدٍ ما.

في عام 2025، يبدو إنستجرام وكأنه تطبيق في مرحلة انتقال، لم يتحول بالكامل إلى الفيديو، ولم يغرق في الذكاء الاصطناعي بعد لكنه يضيف مزيدًا من المساحات، ويمنح المستخدم خيارات أوسع، وتجارب أكثر تخصيصًا.

ما إذا كانت هذه الإضافات ستجعل المنصة أفضل أم أكثر تعقيدًا، يبقى سؤالًا مفتوحًا، لكن المؤكد أن من لا يزال يستخدم إنستجرام وكأنه في عام 2019، يفوته الكثير من ملامح ما أصبح عليه اليوم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا