في خطوة تاريخية تُعزز أواصر التعاون المشترك، أطلقت وزارة الصحة السعودية، الربط الرقمي بين مستشفى (صحة الافتراضي) ووزارة الصحة السورية، وذلك بحضور معالي وزير الصحة الأستاذ فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، ونظيره السوري الدكتور مصعب العلي، في حين حضر الحدث افتراضيًا معالي عبدالسلام هيكل، وزير الاتصالات وتقانة المعلومات السوري.
لتبدأ بذلك حقبة جديدة من تبادل الخبرات وتقديم الخدمات الطبية من بُعد، إذ لا يمثل هذا المشروع الطموح مجرد ربط تقني، بل هو جسر يربط الكفاءات الطبية، ويفتح آفاقًا واسعة للارتقاء بجودة الرعاية الصحية في سوريَة، ويؤكد مكانة المملكة كقوة إقليمية رائدة في مجال الطب الافتراضي.
تكامل رقمي لخدمة المرضى:
يمثل هذا الربط الرقمي نقلة نوعية في مسار التعاون الصحي السعودي السوري، إذ يفتح قنوات اتصال مباشرة بين المنصات الصحية الرقمية في البلدين، مما يتيح تقديم الخدمات الطبية والاستشارات والتشخيص والعلاج من بُعد بنحو فوري وعلى مدار الساعة.
ويهدف المشروع إلى تسخير القدرات التقنية المتقدمة للمملكة في مجال التحول الصحي الرقمي لدعم القطاع الصحي السوري، إذ يتيح للكوادر الطبية في سوريَة الوصول المباشر إلى خبرات الأطباء السعوديين، والحصول على استشارات تخصصية دقيقة، مما يسهم في تعزيز سرعة الاستجابة للحالات الحرجة وتقديم خدمات طبية متطورة تتجاوز الحدود الجغرافية.
وفي هذا السياق، قال معالي عبدالسلام هيكل، وزير الاتصالات وتقانة المعلومات السوري، في منشور عبر منصة (إكس) إنه شارك من مستشفى دمشق (المجتهد) في أول استشارة رقمية حيّة لحالة طبية طارئة مع مستشفى (صحة الافتراضي) في الرياض، إلى جانب وزيري الصحة في سوريَة والسعودية.
وأضاف: “نعمل في وزارة الاتصالات على دعم التحول الرقمي في مختلف مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها وزارة الصحة بما تحمله من مهام كبيرة ورؤية طموحة، كما نسعى إلى تعزيز التعاون التكنولوجي مع أشقائنا في المملكة العربية السعودية الذين قدّموا تجربة رائدة في هذا المجال”.
مذكرة تفاهم ترسّخ الشراكة:
بالتزامن مع إطلاق الربط الرقمي، وقّع وزير الصحة السعودي ونظيره السوري، مذكرة تفاهم في الرياض للتعاون في المجال الصحي، وذلك خلال اجتماع رسمي في مقر وزارة الصحة السعودية.
وتهدف المذكرة إلى تعزيز الشراكة بين البلدين في مجالات حيوية مثل: التدريب الطبي، والتبادل العلمي، وتطوير الخدمات الصحية الرقمية، إلى جانب دعم مشاريع الرعاية الصحية وتوسيع استخدام تقنيات الطب من بُعد.
وقد ترجم هذا التعاون إلى واقع عملي فورًا، إذ تابع الوزيران افتراضيًا أول عملية جراحية أُجريت في أحد مستشفيات دمشق، وقد اُستعين خلالها باستشارة طبية مباشرة من فريق مختص في وزارة الصحة السعودية عبر تقنيات الاتصال المرئي. وتُعدّ هذه المتابعة المباشرة دليلاً واضحًا على فعالية هذا التعاون التقني وقدرته على تحقيق نتائج ملموسة.
وأكد الوزيران أن هذه المبادرة تمثل نموذجًا متقدمًا للتعاون الطبي العربي، وتسهم في رفع مستوى الخدمات الصحية، وتبادل الخبرات التي تعود بالنفع على المرضى وتعزز جودة الرعاية الطبية في البلدين.
ويفتح هذا الربط الرقمي، إلى جانب مذكرة التفاهم، آفاقًا جديدة لتوظيف التقنيات الحديثة في تحسين جودة الرعاية الصحية ويعزز التكامل العربي في القطاع الطبي، ليؤكد أن التقنية لم تَعد مجرد أداة، بل أصبحت شريكًا أساسيًا في بناء مستقبل صحي أفضل.
أهمية الربط الرقمي:
يشكل الربط الرقمي بين مستشفى (صحة الافتراضي) ووزارة الصحة السورية نقلة نوعية في قطاع الرعاية الصحية بالبلدين، ويشمل ذلك:
- تكامل البنية التحتية الصحية: يسمح الربط الرقمي بإنشاء قنوات اتصال مباشرة بين المنصات الصحية في البلدين، مما يسهل تبادل المعلومات وتقديم الخدمات بنحو فوري.
- تقديم خدمات طبية من بُعد: يمكن للأطباء السعوديين تقديم استشارات وتشخيص وعلاج من بُعد على مدار الساعة، مما يوفر خدمات طبية متقدمة تتجاوز الحدود الجغرافية.
- دعم المنظومة الصحية السورية: يتيح الربط للكوادر الطبية في سوريَة الوصول إلى خبرات الأطباء السعوديين، مما يعزز سرعة الاستجابة للحالات الحرجة ويدعم بناء نظام صحي متين.
- تعزيز مكانة المملكة: يرسخ هذا المشروع مكانة المملكة العربية السعودية كمركز إقليمي في مجال الطب الافتراضي، ويجسد التزام البلدين بتطوير نموذج تعاون رقمي فعال.
مستشفى صحة الافتراضي:
تجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية شهدت في نهاية فبراير 2022، افتتاح مستشفى (صحة الافتراضي)، الذي يُعدّ أحد أبرز المبادرات الصحية في إطار رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تحويل القطاع الصحي، إذ يهدف إلى تسهيل وصول الخدمات الصحية المتخصصة في كافة مناطق المملكة، وتحقيق العدالة الصحية، ورفع مستوى تجربة المريض.
ويقدم المستشفى حاليًا خدماته الداعمة والمساندة لأكثر من 200 مستشفى في المملكة وأكثر من 2000 مركز صحي، كما مكن المستفيدين من الحصول على استشارات فورية ومواعيد افتراضية عبر تطبيق (صحتي)، بمتوسط انتظار لا يتجاوز دقيقة، وقدم أكثر من 51 مليون موعد واستشارة فورية، أسهمت في توفير الجهد والوقت على المستفيدين وخاصة من في المناطق الطرفية أو ذات التضاريس الصعبة.
وقد شهد عام 2024 دخول مستشفى صحة الافتراضي موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية، كأكبر مستشفى افتراضي على مستوى العالم، ويعكس هذا الإنجاز التقدم النوعي الذي حققته المملكة في مجال الرعاية الصحية الرقمية وتقديم الخدمات الطبية من بُعد.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البوابة العربية للأخبار التقنية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البوابة العربية للأخبار التقنية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.