الإسكندرية جاكلين منير
الخميس، 17 يوليو 2025 08:01 منظّمت مكتبة الإسكندرية احتفالية متميزة لتكريم الفائزين بجائزة القراءة، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب للدورة العشرين من معرضها الدولي للكتاب.
وشهدت الاحتفالية حضورًا بارزًا لمجموعة من رموز الفكر والأدب في مصر، إلى جانب تكريم مئة فائز من الشباب المشاركين في المسابقة، في إطار مبادرة تهدف إلى ترسيخ ثقافة القراءة لدى الأجيال الجديدة وتحفيزهم على التفاعل مع الكتاب كمصدر رئيسي للمعرفة.
شارك في الاحتفالية كل من الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والأديب والروائي محمد سلماوي، والكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، و الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ الحديث، و الدكتور حسين حمودة أستاذ النقد الأدبي، والكاتب والروائي منير عتيبة مدير مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، والدكتور محمد سليمان القائم بأعمال نائب مدير مكتبة الإسكندرية ورئيس قطاع التواصل الثقافي.
وأكد الدكتور أحمد زايد في كلمته، أن القراءة تمثل أحد الركائز الأساسية لبناء الإنسان والمجتمع، وأن الثقافة هي الطريق نحو التقدم والحضارة، مشيرا إلى أن هذه النسخة الأولى من الجائزة تأتي في إطار سعي المكتبة المستمر لتعزيز قيمة الكتاب وتوسيع نطاق تأثيره في المجتمع.
وأعرب الدكتور زايد عن تقديره لجميع المشاركين، مثمنًا تفاعلهم المميز وإسهاماتهم الثرية في إنجاح المسابقة، مؤكّدًا أن الجائزة تمثل خطوة جديدة نحو بناء مجتمع قارئ ومثقف.
وتحدث الأديب محمد سلماوي عن أهمية التفرقة بين المعلومة والمعرفة، موضحًا أن الإنترنت يوفر المعلومات بسرعة، لكن الكتاب وحده قادر على منح المعرفة الحقيقية التي تُعمّق الوعي.
وشدد سلماوي على أن الشباب المصري لا يعاني من عزوف عن القراءة كما يُشاع، وإنما يحتاج إلى دعم وتيسير الحصول على الكتب.
وأعرب الكاتب إبراهيم عبد المجيد عن سعادته بهذه المبادرة، معتبرًا أن القراءة هي المفتاح الصامت لفهم العالم، وهي تمنح القارئ حرية فكرية فريدة.
واستعرض عبد المجيد تجربته الشخصية مع حصة المطالعة الحرة في طفولته، التي كانت دافعًا كبيرًا نحو التعلق بالكتاب.
من جانبه، أشاد الأستاذ الدكتور محمد عفيفي بأهمية القراءة بوصفها مرتكزًا حضاريًا، مؤكّدًا أن التاريخ يبدأ بالكتابة والقراءة، وأن اختراع المطبعة كان تحولًا جوهريًا في مسيرة الإنسانية، لا سيما في ترسيخ مفاهيم الديمقراطية الحديثة.
ودعا عفيفي إلى ضرورة تعميم تجربة مكتبة الإسكندرية كمثال ناجح في تحفيز القراءة.
ورأى الأستاذ الدكتور حسين حمودة أن هذه الفترة من تاريخ البشرية أكثر حظًا في فرص الوصول للمعرفة، بفضل ما توفره المؤسسات الثقافية من دعم وتحفيز للقراءة.
واعتبر حمودة أن القراءة بحد ذاتها تمثل جائزة لمن يمارسها، داعيًا الفائزين إلى مواصلة هذا النهج.
وعبّر الكاتب منير عتيبة، عن اعتزازه بالمشاركة في لجنة التحكيم، معتبرًا أن المسابقة تمثل ردًا عمليًا على المزاعم التي تقول إن المواطن العربي لا يقرأ.
واستعرض عتيبة عددًا من التقارير الدولية التي أظهرت تحسنًا ملحوظًا في مؤشرات القراءة في العالم العربي، حيث احتلت مصر والسعودية مراكز متقدمة عالميًا، مما يعكس نقلة نوعية تستحق التقدير والدعم.
وسلمت لجنة التحكيم برئاسة الدكتور أحمد زايد الفائزين المئة جوائزهم ضمن مسابقة "جائزة القراءة" في نسختها الأولى، التي أطلقتها مكتبة الإسكندرية بهدف دعم القراءة لدى الشباب المصري وتحفيزهم على التفاعل الإيجابي مع الثقافة والمعرفة.
وحصلت آية مرسي بدوي بدر على المركز الأول وجائزة قدرها 50 ألف جنيه مصري، فيما حل أيمن عاطف يحيى محمد في المركز الثاني بجائزة قيمتها 40 ألف جنيه، وجاءت إنجي فوزي موريس في المركز الثالث بجائزة 30 ألف جنيه. أما المركز الرابع فكان من نصيب عبد القادر يحيى بجائزة قيمتها 20 ألف جنيه، والمركز الخامس لشريف أحمد إمام بجائزة قدرها 10 آلاف جنيه. فيما حصل الفائزون من المركز السادس وحتى المركز المئة على جوائز مالية متدرجة، تقديرًا لمشاركتهم الفعالة وتميزهم في مراحل المسابقة.
وتُعد جائزة مكتبة الإسكندرية للقراءة مبادرة سنوية تشمل جميع محافظات مصر، موجهة إلى الفئة العمرية من 18 إلى 40 عامًا، وتستهدف دعم المجتمع الثقافي المصري عبر استخدام أدوات العصر الرقمي ومنصاته المتنوعة. وتعتمد الجائزة في آليتها على موقع إلكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب سفارات المعرفة المنتشرة في المحافظات، كمنافذ للاشتراك والتسجيل.
وتُحدّد لجنة الجائزة موضوعًا للقراءة في كل دورة، وتُقدم ورقة إرشادية توضح المحاور الرئيسية والمصادر المقترحة، ويُتاح للمتسابقين حرية اختيار الكتب التي تتناسب مع اهتماماتهم وتوجهاتهم الفكرية. وتبدأ مكتبة الإسكندرية بإنشاء نوادٍ للقراءة في مختلف المحافظات وتزويدها بنُسخ قابلة للاستعارة، إلى جانب إعداد اختبارات متدرجة في مستوياتها تشرف عليها لجان متخصصة، ويُعلن لاحقًا عن موعد الاختبارات وتفاصيل الجائزة.
وتأتي هذه المبادرة ضمن رؤية مكتبة الإسكندرية لترسيخ ثقافة القراءة كوسيلة أصيلة لاكتساب المعرفة وبناء مجتمع معرفي متماسك قادر على مواكبة تطورات العصر والنهضة الثقافية.
جدير بالذكر أن فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب تتواصل خلال الفترة من 7 إلى 21 يوليو الجارى، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحادى الناشرين المصريين والعرب، في مقر المكتبة على كورنيش الإسكندرية وبالتوازى في القاهرة في "بيت السنارى" بحى السيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان.
وتقدم 79 دار نشر مصرية وعربية أحدث إصداراتها بخصومات متميزة لرواد المعرض، وعلى هامش المعرض يتم تقديم 215 فعالية ثقافية، ما بين ندوات وأمسيات شعرية وورش متخصصة، بمشاركة قرابة 800 مفكر ومثقف وباحث ومتخصص في شتى مناحى الإبداع والعلوم الإنسانية والتطبيقية.
من جهة أخرى، نظمت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان"الكتاب الرقمي.. فرص وتحديات النشر " وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته العشرين ،شارك في اللقاء أحمد هيكل وياسر الزهار، وأحمد رويحل، وأدار اللقاء إسلام وهبان.
في بداية اللقاء، قال إسلام وهبان إن صناعة النشر تواجه تحديات كبيرة خلال السنوات الماضية، لافتا إلى أن الكتاب الإلكتروني بدأ في الظهور قبل ٥ سنوات في شكله الاحترافي الحالي.
وأوضح أن هناك تجارب سابقة للكتب الإلكترونية ولكن كانت بشكل غير شرعي وبطريقة غير منظمة، لافتا إلى أن ظهور بعض تطبيقات القراءة في الوطن العربي ساهمت بشكل كبير في الطفرة التي شهدها الكتاب الإلكتروني خلال الأعوام الماضية.
بدوره، أشار ياسر الزهار إلى وجود مجموعة من المؤثرات التي أخرت ظهور الكتاب الرقمي في المنطقة العربية من ضمنها عدم توفر تقنيات احترافية لإخراج الالكتروني بشكله الحالي حيث كانت كل النماذج مخصصة في الأساس إلى القارىء الغربي باللغة الإنجليزية .
وأوضح أن الناشر العربي لم يكن مقتنعاً بجدوى النشر الإلكتروني وكذلك القاريء، لافتا إلى أن ذلك احتاج سنوات لكي يقتنع القاريء بأهمية دفع مقابل لقراءة الكتاب الإلكتروني.
واستعرض تجربة تطبيق أبجد التي بدأت قبل 13 عاما كتطبيق لتقييمات القراء واحتاج لسنوات لكي يتحول الى شكله الحالي نتيجة الحاجة إلى الكتاب الإلكتروني لأن السوق كان يعاني من حالة فراغ.
بدوره، تحدث أحمد رويحل عن تجربة الكتاب الصوتي، قائلا إن الكتاب الصوتي كان أسرع في الانتشار على الرغم من أن الكتاب الالكتروني كان أسبق في الظهور من خلال مواقع إلكترونية.
وأوضح أن الاستثمار كان من أهم التحديات التي تواجه صناعة الكتاب الصوتي والرقمي، وأشار إلى أن الكتاب الصوتي ليس الاكثر استخداماً من الكتاب الرقمي، مبينا أن هناك نحو 11 ألف كتاب صوتي في العالم العربي مقابل 40 الف كتاب رقمي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.