شهد سموّ الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، وقرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع، صباح أمس، جلسات الدورة الأولى من «المؤتمر العالمي لأفلام الأطفال والشباب»، ضمن فعاليات «مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب»، في «بيت الحكمة».
ووجهت سموّ الشيخة جواهر، في مداخلتها الشكر للمشاركين والمتحدثين والقائمين على المهرجان والمؤتمر الذي تتناول جلسته الرئيسة قضية مهمة وهي «قضية فلسطين» التي كانت وما زالت وستبقى في القلوب بدولة الإمارات والشارقة على وجه الخصوص. مشيرة إلى أن المجتمع نشأ على حب فلسطين ولا يمكن لأحد أن ينتزع هذا الحب.
رسائل مضللة
وأضافت سموّها بأن بعضهم يتجه لاستخدام المنصات الحديثة لتوصيل رسائل مضللة وبعيدة من الحقيقة، والسيطرة على العقول الناشئة والشباب. والمحاولات والأعذار التي يخلقونها لن تحيد الشخص الفاهم العاقل المؤمن بالله عن معرفة الصورة الحقيقية لفلسطين وأهلها.
وتناولت سموّها، دور أبناء الوطن العربي تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدة ضرورة التمسك بقول الحق، والتعبير عن الرأي بكل حرية، وإيصال الصورة الصحيحة عن ما يجري في فلسطين. وأن أهل فلسطين أهلنا وإخواننا وأبناؤنا وأصدقاؤنا، ومن الواجب الوقوف معهم.
الرسالة الصحيحة
وأرسلت سموّها، رسالة لمسؤولي الإعلام في الدولة، بأن يكونوا أصحاب حق كما هم الآن، ويستخدموا منصات التواصل، لإيصال الرسالة الصحيحة والهادفة التي تعزز مكانة فلسطين في العقول والقلوب، وتكثيف الرقابة على المحتوى الذي يصل إلى أبنائنا والمحافظة عليهم من كل فكر يخالف الدين الإسلامي والعادات والتقاليد. داعية إلى ضرورة وقوف الأجيال القادمة مع إخوانهم الفلسطينيين.
وشددت سموّ الشيخة جواهر، على أهمية الوقوف أمام كل منصة تفسد أخلاق الأطفال والشباب بالترويج للأفعال والأخلاق الهدّامة في الأفلام والألعاب الإلكترونية المختلفة، ما يؤدي إلى نتائج غير مرجوّة تنعكس على المجتمع وتطوره، مناشدة سموّها المجتمع الإماراتي بأن يكونوا جنود يحمون الأبناء في الداخل من هذه السموّم الفكرية.
وكان حفل الافتتاح قد استهل بمادة فيلمية تناولت أبرز الأفلام المشاركة في المهرجان في دورته الـ 12 ويتضمن عرض 74 فيلماً اختيرت من 1740 فيلماً من 26 دولة، ومشاركة نخبة من صُنّاع الأفلام، والمتخصصين في السينما والإعلام من مختلف دول العالم.
وألقت بعدها الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مديرة مؤسسة «ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين»، مديرة المهرجان كلمة أشارت فيها إلى أن الشارقة لطالما آمنت بأن الأطفال والشباب هم الثروة وقادة الغد وصُنّاعه، ومن هذا المنطلق جاء تأسيس المهرجان الذي تحول، بفضل رؤية صاحب السموّ حاكم الشارقة، وبدعم قرينته سموّ الشيخة جواهر، إلى نموذج متفرد في المشهد الثقافي، وجزء من مشروع الشارقة الثقافي الذي تتّسع رؤيته ليكون عربياً وعالمياً، حيث تتجلّى إحدى ركائزه في الاهتمام بمعارف ووعي الأجيال القادمة.
منصةً ترعى الأطفال والشباب
وأضافت الشيخة جواهر «نواصل مسيرة المهرجان الذي انطلق عام 2013، ورسّخ مكانته منصةً ترعى أطفالنا وشبابنا الواعدين، وتعزز فيهم روح الابتكار وتنمي مواهبهم؛ فاتحة أمامهم آفاق الإبداع. وأثبت المهرجان أنه أكثر من مجرد منصة لعرض الأفلام، بل مدرسة للحياة وجسر يربط بين المتعة والمعرفة والقيم النبيلة، حيث استقطب 234 ألف زائر، وقدم 12 ألف فيلم من 95 دولة، بينها 250 فيلماً من إبداع الأطفال والشباب أنفسهم. واليوم يواصل دوره في بناء أجيال مبدعة تدرك قيمة الثقافة وتعبّر عن هويتها أمام العالم، عبر برامجه ومبادراته وشراكاته الاستراتيجية، ليأتي المؤتمر خطوة جديدة في هذه المسيرة، ومنصة تجمع صنّاع الأفلام والخبراء لتبادل الرؤى واستشراف مستقبل السينما».
وعن أهداف المؤتمر ومحاوره، قالت «نناقش ثلاثة محاور: تعزيز أصوات الأطفال الفلسطينيين عبر السينما، ودور الأطفال والشباب في صناعة السينما وأثرهم في تشكيل مستقبلها، ودور المهرجانات في تشكيل مستقبل السينما العربية والعالمية. وتهدف هذه النقاشات إلى تبادل الخبرات، وفتح حوارٍ عالميّ عن دور السينما في بناء وعي الأجيال وصياغة مستقبلٍ أكثر إنسانيّة، وعبرها نؤكّد التزامنا بتمكين الجيل الجديد من المبدعين، وترسيخ مكانة الشارقة كمنارة تُلهم الأجيال وتحتضن الموهوبين».
جلسة نقاشية
وشهد سموّهما جلسة «إبراز أصوات الأطفال الفلسطينيين عبر السينما» تحدث فيها: الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، وفيردوس بلبوليا، مدير مهرجان «نيلسون مانديلا السينمائي»، ومحمد قبلاوي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمهرجان «مالمو للسينما العربية».
وتناولت الشيخة جواهر بنت عبدالله، دور المهرجان في تحويل الطفل من متلقي إلى صانع حكاية، عبر الورش التدريبية والحلقات النقاشية المتعددة، وتوفير أحدث الوسائل والتقنيات للمشاركين من أجل التعلم وتطوير المهارات المتنوعة، مثل هندسة الصوت والإضاءة والإخراج وغيرها. لأن صوت الأطفال قوة ورسالتهم شهادة.
أطفال فلسطين
وأشارت إلى أن لأطفال فلسطين الحق في حكاية قصتهم وإيصال كلمتهم، لأنهم لا يروون قصة، بل يكتبون التاريخ ويرسخون ذاكرة الوطن وأوجاعه. مؤكدة أن المهرجان يعمل على أن يكون وسيلة لنقل صوت الطفل الفلسطيني للعالم عبر الأفلام. موصية بضرورة الاستماع وتقديم الاحترام لهم والوقوف معهم في كل الأحوال.
نقل الصورة الواقعية
تحدثت فيردوس بلبوليا، عن دور مهرجان الشارقة المهم في تنمية قدرات الأطفال والشباب ومهاراتهم. متناولة التحديات والصعوبات التي تعرضت لها في بداية مشوارها صانعة أفلام. مشددة على أهمية نقل الصورة الواقعية والحقيقية عن الأحداث المختلفة في العالم ومن ضمنها ما يعيشه أطفال فلسطين عبر إنتاج الأفلام التي تصل لمشاعر المشاهد وترسخ الفكرة في عقله.
وأوصت صانعي الأفلام بضرورة الوصول إلى أذهان المشاهدين وعكس المشهد الحقيقي عبر التركيز على تفاصيل القصة إن كانت تحوي تحديات وصعوبات ومشكلات. مشيرة إلى أن الحديث سهل، ولكن لا بدّ من تحقيق الأصعب وهو تطبيق الكلام على الواقع. موضحة أن القطاع السينمائي وتهيئة الأطفال للعمل السينمائي في جنوب إفريقيا لم يكن يحظى باهتمام كبير سابقاً، ولكن في الوقت الحالي يعمل القائمون على هذا القطاع بتعزيز وزرع أهمية هذا النهج.
وتحدث محمد قبلاوي، عن تضامنه مع أي حالة إنسانية في العالم. موضحاً أن مهرجان مالمو، لم تغب عنه القضية والسينما الفلسطينية، حيث شهد مشاركة 32 فيلماً من فلسطين تحدثت عن تفاصيل الأحداث وما يعيشه الفلسطينيون في ظل الأحداث المتغيرة. مؤكداً أن السينما تعمل على نقل الصورة التي يصعب على نشرات الأخبار نقلها.
وناشد الكُتاب والمخرجين بضرورة توضيح أن الطفل الفلسطيني يعيش حياته ولديه أحلام وطموحات لتحقيقها. مشدداً على أهمية بناء جسر بين الجمهور العالمي والقضية الفلسطينية لتحقيق وضوح الرسالة، مختتماً حديثه بأن أغلب المهرجانات السينمائية تلقى دعماً من الصناديق العالمية ما يجب استغلاله لتطوير السينما العالمية.
كما حضر سموّهما، الجلسة الثانية «دور الأطفال والشباب في صناعة السينما وأثرهم في تشكيل مستقبلها»، تحدث فيها الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس الإمارات للإعلام، عن صناعة السينما للأطفال ودعم القيادة والحكومات لهذا المجال. موضحاً أن الحكومات تدعم الشركات الكبرى في الإنتاج السينمائي لتعزيز القطاع في الدولة. مشيراً إلى أن أبرز تحدي له هو جمع كل الجهات تحت مظلة واحدة، حيث تقع حالياً في جهات متفرقة، وضخامة الكلفة في هذا القطاع والحاجة للصبر حتى تحصل على النتائج.
الزج بالشباب
وتناول فرص الزج بالشباب في القطاع السينمائي. مشيراً إلى أنه اقتصادي بحت، خصوصاً في الأيام الحالية التي دخل فيها الذكاء الاصطناعي ما أسهم في تقليل الكلفة وزيادة إنتاج الأفلام؛ مستذكراً أبرز الأفلام الكرتونية للجيل السابق مثل «عدنان ولينا» التي مازالت عالقة في الأذهان. داعياً صنّاع المحتوى والأفلام إلى عده نموذجاً ناجحاً ويطبّق مقومات نجاحه على المحتوى الحالي.
وتطرق آل حامد، إلى الأنظمة والتشريعات التي تضعها الجهات الحكومية والتسهيلات أمام السينما الإماراتية، كاشفاً عن استراتيجية جديدة تمنح الأفلام المحلية أولوية في دور عرض السينما، لأنها جزء من دعم أعمال السينما المحلية التي وصفها بالأقوى في المنطقة.
واختتم حديثه مشيداً بالمهرجان من ورش وجلسات تعزز صناعة الأفلام، وما تقدمه إمارة الشارقة التي تركز دائماً على المخرجات الإيجابية وتحقيق الفائدة القصوى من كل حدث، موصياً الجميع بمواكبة توجهات القيادة الرشيدة وعدم الانجرار نحو الشائعات والتخريب، واستقاء الأخبار والمعلومات من المصادر الرسمية في الدولة.
ويعد المؤتمر منصة إقليمية فريدة تضيء على دور السينما في تشكيل عقول الشباب في العالم العربي، ويجمع صناع الأفلام والخبراء لتبادل الأفكار ومناقشة التحديات والفرص في السينما العربية الموجهة للأطفال والشباب، وتعزيز سرد القصص الهادفة ودعم المواهب الناشئة. ويجسّد دور الشارقة الرائد في دعم قطاع السينما والإعلام، وترسيخ مكانتها وجهة فنية أساسية تُلهم المبدعين وتُقدم فرصاً استثنائية للمواهب الشابة الواعدة في العالم العربي.
حضر الافتتاح بجانب سموّهما: الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، والشيخة هند بنت ماجد القاسمي، رئيسة مجلس سيدات أعمال الشارقة، والشيخ عبدالله بن محمد آل حامد، وعدد من كبار المسؤولين وممثلي الجهات المشاركة والعاملين في القطاع السينمائي وضيوف الشرف.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.